مقام الجسد والدم


إدريس سالم / خاص سبا

idris.heci.salim@gmail.com

دمٌ يصلّي على آلام
وُلِدَتْ من صراع الشكِّ واليقين
لم يكنْ الصمتُ سلطاناً
فلِم شواهدُ القبورِ لا تغيّرُ اتجاهاتِها؟!
لِم الشواهدُ لا تعيشُ حرّيتها؟!
لِم نمارسُ عليها ديكتاتوريتنا؟!
إنه دمٌ يصلّي فجراً سبعَ ركعات
ظهراً... يصلّي ركعتين وربع
عصراً... أربعَ عشرةَ ركعةٍ ونصف
مغرباً... ثلاثين ركعة.
هنا...
استيقظَ الجسدُ في مِيضأة نحاسيةٍ
سائلاً الدمَ:
لِم البشرُ ينادون اللهَ بالأرقام؟!
ألا يعلمون...
أن لا خلاصَ إلا بالتصالح مع «الفودكا»؟!
إن الأرقامَ – أيُّها الجسدُ – أنقاضٌ مشاكسةٌ تستفزُّني
وإن التصالحَ مع الفودكا يولجُ رحيقاً محترقاً في أعشاش الذاكرة
فأيُّهما الأكثرُ خجلاً:
ثلجٌ مع الفودكا،
أم رذاذُ مطرٍ مع الأرقام؟!
يجيبُ الدمُ:
ما بينَ صيحةٍ للإيمان،
وصيحةٍ للقتل
وطنٌ يعانقُ الخراب.
يضحكُ الجسدُ مُتمتماً:
تبّاً للصيحتين إذاً...


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملحمة فرهاد وشيرين

ما معنى الوجود يسبِق الماهية؟ وهل الإنسان حرٌّ في أفعاله؟

نظرية العقد الاجتماعي عند جون لوك