حمزة باشر / تشاد
ثمة أمل...
لا شيء...
هي أغنية الحكايات الأولى
حين يختلط الفراغ بجمجمة الأرض.
حائرة
تلك القرى التي مرّ عليها الأنبياء
اقتبسوا كلامهم
فغابوا في المعنى
جفّت ملامحها
لأنهم سالوا عطشاً
أدمعت على رؤوسهم الطيور
تلك الغيمة، تملأ الوادي بالماء.
فراغ كثيف يحيط باللاشيء
تنكّرت تلك الصور لأصلها الطيني
لا الطبيعة أعادت أدوارها الأولى
حين احتضنت ابنها الذي تربى على الشجر
ذابت ملامحه
اختلطت بأوراق تتطاير، ظل يحبو،
وجذور تتوغل في قلب الطين.
ساهرون هنا...
أمام عتبة المنفى
تستوطن الذاكرة
تلك التي شيّعناها بأيدينا
رسمت على ملامحنا أشياء أخرى
وجوه تقف أمام الدهشة
تفضّ بكارة السؤال الذي امتنع عن الإجابة
لعنتها أعينٌ عشقت التحدق في السماء
لأنها كانت أسيرة فراغ ينهمر
لم تأبه لهذيان الوقت.
تلك الوجوه الكادحة
تمشي بثبات لتطعن في مغارة الجوع
تعيد ترتيب الأبجديات التي دفنتها الرمال
تنتهك حرمات المقدس
الكلام الذي أخذ هشاشة الوقت
أعطى ترانيمه للصحراء.
ساهرون معاً...
هنا، والآن
ثمة فراغ يرتب صور المشيئة
يولد من جديد قمر يتغنى بالليل
تضحك الشمس من شعاعها الملتهب
حين يسود الضباب
تقع الفريسة في شباك الصياد.
ونحن هنا...
الآن، سنكتب كي نسقط التعب عن كاهل الوقت
نغني لنفجع الفجر بصوت ضرباتنا الحرة
سنشبك بخيوط العنكبوت مسار النمل
الآن...
سنكتب لنعرّى بداهة الأشياء
سنلفظ جوع البشر الشرس لسؤال الوجود
أمام فراغ ينهمر في الذاكرة
نرتب على صفحات الكلام
شعور المكان لانتماءه الأرضي
ذاك الشعور الواهن
هو رذاذ الفراغ.