-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

خيانة رمّـو



مدْرس تعلكلي










استيقظ على صوت «شوبك»، نهض من الفراش وغسل وجهه على جناح السرعة، ثم تناول رغيفاً من على الصاج، وشرع بالتهامه.

– اصبر يا دليل، حتّى أُعِدَّ لك الشاي، وأجلبَ قليلاً من اللبن والزبدة.
– لا.. لا «آني» لا وقت لديّ، نريد أن نذهب إلى كوباني أنا ورمّو، عندنا شغل في المصرف الزراعي.

يمسك قرنَيْ «ياماها»، ويضرب رجله على «المانويل» بضرباتٍ سريعةٍ متتالية، فتعنُّ الدراجة، ومن ثم ينطلق إلى بيت رمّو.. يضغط على زرِّ الزمور: "تووت.. تووت".

يخرج صوتٌ أنثويٌّ عذبٌ رقيق من غرفةٍ طينيّةٍ ذات بابٍ مُتهالك:
– إنّه قادمٌ قادم!
بعد لحظاتٍ يظهر رجلّ أربعينيٌّ ذو أنفٍ يشبه قبّة "إيبو علي جبي"، وهو يلفُّ جمدانيته الحمراء حول رأسه، ويركب وراء دليل، وينطلق الحصان الحديدي.

يصلان كوباني، دون أن يحسّا بالوقت، لكون أن رمّو كان ينكّت على طول الطريق. هناك في المصرف ينجزان عملهما بشقِّ النفس مع بعض الرشوة. فيما بعد يدعو رمّو دليل إلى المطعم، يوافق الأخير على مضض، ويمضيان.

أثناء دخول المطعم يتقدّم رمّو باعتباره صاحب الدعوة ليطلب سندويشتين، بينما يختار دليل طاولة في الزاوية، وراح يجول بنظره الأرجاء، ويحلم ببناء منزلٍ إسمنتي. بعد ربع ساعة يأتي رمّو ويناول سندويشةً لدليل ويهمُّ بتناول الأُخرى، وفجأةً يضحك ويضحك..

– خير إنشاء الله.. ما الأمر يا صاحبي؟!
لا يردّ.. بل استمرّ بالضحك، وعلى نحوٍ هستيري، في حين بدأ رمّو ينزعج ويخاطبه بصورةٍ جديّة:
– إما أن تقول ما بك، أو أتركك هنا تتبهدل في الشوارع كقطط الشيخ صحن.

يهدأ رمّو قليلاً، ويمسح دموعه بباطن يده، وهو يقول:
– لا شيء.. أقسم لك بأنه لا يوجد أيّ شيء..
– لا.. هناك خطب ما، وستقوله رغماً عنك!
– اعفيني.. أرجوك.
– لا.. لن أعفيك، هيا انطق!

أخيراً رضخ رمّو وقال:
بصراحة طلبتُ سندويشة كباب لي، وسندويشة فلافل لك، بَيْدَ أنّني خربطت.. فبدل أن أُعطيك الفلافل أعطيتك الكباب.

سكت دليل لحظةً.. بعد ذلك انفجر غاضباً، وهو يبزق عليه:
– (تفو) أيّها الخائن!
ولم يكلم رمّو على الرّغم من أنّه ظلَّ يعتذر منه ويعتذر، لكن دون جدوى.


تعديل المشاركة Reactions:
خيانة رمّـو

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة