-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

رشيد صوفي لموقع «سبا»: عندما أحضن آلة العود أشعر بالسعادة من حيث لا يشعر بها أحد


حاورته: تارا إيبو / خاص سبا

ليتوقّف الزمن و ليشهد عليّ أنا تارا إيبو أني كنت مع النغم الأصيل و موسيقار الأجيال مع النبع الذي لا ينضب ملك العود الموسيقار رشيد صوفي ..
الموسيقار رشيد صوفي مواليد مدينة كوباني كوردستان سوريا / روج آفا / عمره الفنّي 40 عام تنوّعت ألحانه التي فاقت مائة لحن بين الكوردية والعربية وله عشر مقطوعات موسيقية منها رقصات متنوّعة الإيقاعات مستنبطة من الفلكلور الكوردي بتوزيع جديد ... و لحن لأهم شعراء العرب و الكورد نذكر منهم الشاعر الصوفي ابن الفارض ، و الحلاج و الكوردي ملّا جزيري ... و من أعماله الضخمة التي تشبه السيمفونية أغنية (جافي يارا من ) التي يتضمّن لحنها حوالي عشرين مقاماً و يملك الكثير من الألحان المميزة نذكر منها .. خوزيا هيفي ، جاف يرشفان ، بي خو دمان و كلستانا دل ، أري ديلبرا من . و هو مؤلّف كتاب تاريخ الموسيقا الكوردية ، و كتاب الإنسان والموسيقا و هما الآن قيد الطباعة . و حاصل على الكثير من الأوسمة التقليدية و التكريمات من الإذاعة السورية و أهمّ جائزة حصل عليها هي جائزة الفارابي عام 1994 من مؤتمر الموسيقا في حمص و كانت بحضور الأستاذ الراحل عبد الرحمن جبقجي و الأستاذة إلهام أبو السعود مديرة دار الفنون . و غنّى من ألحانه الكثير من الفنّانين ، و في الوقت الحاضر يكمل رحلته مع الأنغام من خلال تدريس مادة الموسيقا في أكاديمية كوباني للثقافة و الفنون.

س1- حبّذا لو تأخذني أستاذي برحلةٍ إلى بداياتك الفنية ؟
- كنْتُ محظوظاً جدّاً بوجودي وسط الحياة الدينية ، والدي كان مفتياً ، تربّيتُ في المساجد و تأثّرت من صغر سنّي و أنا طفل يبلغ العامين من عمره بصوت أبي عندما كان يقرأ القرآن الكريم كنت أتمايل على سماع صوته و سماع الأذان ... أحببت الموسيقا من خلال الأناشيد الدينية الصوفية ووالدي توقّع مستقبلي الموسيقي ...تجويد القرآن الكريم هذّب سمعي و مخارج الحروف عندي ... و بدايتي الحقيقية مع الموسيقا كانت عام 1970 حيث تلقّيت دروساً بالموسيقا على يد مدرّس مادة الموسيقا في الصف الثاني الإعدادي في مدرسة كوباني الأستاذ "سميح الزعبي" لمدة شهرين فقط و اندهش الأستاذ من سرعة حفظي وتعلمي للنوطة الموسيقية ... قال لي آنذاك: "ستتفوق عليّ في عالم الموسيقا و لك مستقبل باهر ".. و بعد أربعين عاماً من الانقطاع بعث لي أستاذي رسالة على الفيس بوك كانت فرحتي لا توصف أعطاني علامة ممتاز و هي أهم جائزة بالنسبة لي ... و بعدها عملت على نفسي باجتهاد شخصي تابعت أهم أعمال سلاطين الطرب رياض سنباطي و محمد عبد الوهاب و قمت باقتناء الكثير من الكتب و المؤلفات و مراجع الموسيقا العربية والتركية و أصبحت الموسيقا شغلي الشاغل ... و اخترت خطّاً فنّيّاً خاصّاً بي و لحّنتُ الكثير من الأناشيد الدينية و الصوفية ... و أُجرِيَتْ معي لقاءات مطوّلة عبر الإذاعات و الصحف والفضائيات أذكر منها القنوات الكوردية روداو ، روناهي m tv ... و بين عامي 1988 - 1993 أجرى معي التلفزيون السوري من خلال برنامج مجلة التلفزيون لقاءاً بُثَّ على مدار حلقتين متتاليتين غنّيت فيها لمدة 20 دقيقة من ألحاني قصيدة "زدني بفرط الحب" لابن الفارض و باقي الحلقة كانت تقاسيم على العود من عزفي .... و أجيد العزف على آلة العود ، والبيانو والقانون .
س2- في الموسيقا هل هناك مقام حزن أو فرح و هل صحيح مقام الصبا هو مقام حزن ؟
- بتنوّع المقامات الموسيقية تتنوّع دلالاتها ، و كل مقام له مؤثّراته النفسية لدى المستمع وخاصة إذا كان المستمع يتذوق الموسيقا و ملمّاً بالمقامات و علومها . أمّا بالنسبة لمقام الصبا يُقالُ عنه مقام حزن لكنّ الموسيقار محمد عبد الوهاب لحّن أنشودةً حماسيّةً بعنوان/ حيّ على الفلاح / على مقام الصبا في عام 1956 ... فمثلاً في العراق مقام الحجاز يأخذ طابع الحزن مثال : مقام الراست يدل على العظمة و السيكاة يدل على الفرح ... إلخ . هذا يعني حسب ما يتمّ تسخير طبيعة المقام في العمل الفني .
س3 - أغنية خوزيا هيفي مرتبطة باسمك ، ما قصّة هذا اللحن الجميل ؟
- لحّنتها في عام 1994 أخذت منّي وقتاً في تلحينها يوجد فيها تنوّع مقامي و هي أغنية تحمل الكثير من المعاني الشاعرية والاحاسيس الدافئة بالنظر إلى الماضي البعيد الجميل ... غنّاها الكثير من الفنانين بعد أخذ الأذن مني أذكر منهم الفنان عباس أحمد .. و الفنان ينال طاهر لكن طبيعة صوت ينال الرفيعة جداً والعالية لم تخدم الأغنية كثيراً والأغنية بحاجة إلى طبقة هادئة و منخفضة قليلاً و الكثير من الجمهور يطلبونها بصوتي ... و في الوسط الفني يُقال :" لا يُعتبَر المقلِّد كالمقلَّد حتى إذا أجاد ".

س4 - ما هو الشيء الذي يسعد رشيد صوفي الفنّان ؟
- أنا أجدُ سعادتي عندما أتسلّق شجرة المقامات الموسيقية و ألمس فروعها و أوراقها و أغرق في بحر همسها و نغمها عندما أحضن آلة العود تهجرني كل الهموم ، أشعر بالسعادة من حيث لا يشعر بها أحد .. جنّتي هي الأنغام و الموسيقا .
س5- هل هناك مكان معيّن أو جوّ يجب أن تكون فيه لتضعَ ألحانك ؟
- ليس هناك جوّ أو مكان لوضع الألحان تأتي فكرة اللحن مثل زائر ليس له ميعاد ... أحياناً إلهام اللحن يأتيني في منتصف الليل يوقظني من نوم عميق بسرعة أكتبه أو أسجّله لكي لا تضيع الفكرة مني .. من ثم أكمله في الصباح ... إلهام اللحن على الأغلب يأتيني من الطبيعة الخلابة بالنسبة إلي .. و عندما أحضن العود لساعات طويلة أضع أجمل ألحاني إنه الحضن الدافئ .. و كبار الملحّنين أمثال زكريا أحمد و رياض السنباطي كانوا يحضنون العود لساعات طويلة ومن هذه الحالة كانوا يستوحون أروع ألحانهم .... الملحّن هو عاشق و معشوقته هي الألحان التي يركض خلفها و يحاول دائما الإمساك بها ...
س6 - ما رأيك بالجيل الجديد من الفنّانين و هل الجميع يستحقون لقب "فنّان" و هل نجاح أغنية واحدة تجعل من الفنان نجماً؟
- الجيل الجديد من الفنانين لا أطرب له أبداً لأن الطرب عنده إلكتروني .. يعتمد على مكساج ومونتاج الأغنية ... و الأغلب منهم أغانيهم بسيطة و بعيد كل البعد عن التعامل مع تركيب المقام و علم جمال الموسيقا .. و لايملك صوتاً جميلاً حتّى .. وأغنية واحدة لا تجعل من الفنان نجماً يجب أن يملك الكثير من الأعمال الناجحة حتّى يستحقّ هذا اللقب .
س7 - إنْ خيّرتك بين الورد و الشعر والموسيقا أيّهما تختار ؟
- عزيزتي تارا أنتِ هنا تخيّرينني بين الجمال .. هنا جمال وهناك جمال كيف لي أن اختار في مملكة الجمال ... الورد مدن العطر ... الشعر يعزف على وتر الأحاسيس ... الموسيقا هي حضن الورد والشعر.. أنا أسمّي الكل موسيقا ... فمن يفقد الجزء يخطئ في الكل .
س8- بعد رحلة طويلة مع العزوبية و الوحدة قرّرت الزواج ماذا أضاف الزواج إلى حياتك حدّثْني عن المرأة ؟
- المرأة هي الحياة ... الحياة هي المرأة .. هي سيمفونية تجدّد الأيام و إيقاف الزمن في لحظة إيجاد عزف على مقاماتها إنها حقيقةً العطر الذي لا يُقدَّرُ بثمن . 
9س- حدّثْني عن آخر مشاريعك و نشاطاتك الفنية ؟
- لديّ عملان أقوم بالعمل عليهما وتسجيلهما تباعاً ؛ الأوّل يتحدّث عن كوباني والمياه المتبخّرة ، والثاني مشته نور .
كلمة أخيرة :
أرجو أن نتعامل مع الوقائع بواقعية أكثر من العاطفة ... أن نستخدم في ألحاننا المقامات الكوردية الغنية جداً بأعدادها و تسمياتها و أن نبتعد كل البعد عن التشبّه بالغير في الموسيقا لأننا نملك تراثاً موسيقيّاً غنيّاً جدّاً .... و يحسبون أنهم يحسنون صنعاً... و أتمنّى أن نعيش في سلام و أستقرار . لكم مني في موقع سبا كل الامتنان والتقدير.


تعديل المشاركة Reactions:
رشيد صوفي لموقع «سبا»: عندما أحضن آلة العود أشعر بالسعادة من حيث لا يشعر بها أحد

Şan

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة