-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

هل تحاول كتابة رواية؟ ستحتاج إلى سبعة أصدقاء



كارين دوكس

ترجمة: مروة الجزائري





بدءاً من الكاتب المخضرم وحتى الصديق الذي لا يقرأ، تقدم المؤلفة «كارين دوكس» الأصدقاء السبعة الذين تحتاج إليهم أثناء كتابة روايتك ونشرها.

كثيراً ما يقال إن الكتابة هي عمل فردي. وهذا صحيح؛ لأن لا أحد يستطيع خط الكلمات على الورق نيابة عنك. لكن هذا لا يعني أنه يجب عليك أن تكون بمفردك في رحلتك نحو النشر. يمكن للأصدقاء المناسبين مساعدتك في إنهاء روايتك، وتقليل توترك المصاحب لعملية تسليم العمل، والنظر بموضوعية قبل النشر، وأن تذهب يوم إشهار الكتاب بكامل صحتك العقلية.

ومع اقتراب موعد نشر روايتي الأولى «حفلة الكتاب الأخيرة»، أشعر بالامتنان لمجموعة معينة من الأصدقاء، كل منهم دعم جهودي بطريقة مختلفة. وأذكر لكم أدناه دليلي إلى أهم سبعة رفاق لإنهاء ونشر رواية.

أولاً: رفيق الدرب:
يمكن أن تكون الكتابة مهمة مخيفة، ومتوحدة، وأفعوانية شك، ولهذا السبب، من الأفضل أن يكون لديك صديق مرتبط معك. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، كنت أستهل كل أسبوع بمكالمة هاتفية مع صديقتي سالي التي تشبهني في كونها بدأت تتعامل مع الكتابة بجدية في وقت متأخر. خلال مكالماتنا الهاتفية صباح كل اثنين، ناقشت أنا وسالي متلازمة النصب، وحتمية المسودات الأولى المروعة، ومواعيد الكتابة التي يمكن تنفيذها. وتحدثنا عن الكُتّاب الذين نكن لهم الإعجاب بسبب حيويتهم أحياناً وبسبب موهبتهم أحياناً أخرى، أولئك الذين يتركوننا في دهشة، والقليل ممن يجعلونا نفكر «حسناً، إذا كانت تستطيع أن تفعل ذلك، يمكننا فعلها».

إذاً، وجود رفيق درب أمر ضروري. والأفضل من ذلك هو أن تكون جزءاً من مجموعة كتابة تجتمع بانتظام أو مجموعة دعم الكُتّاب عبر الإنترنت. لقد حالفني الحظ في الحصول على كليهما. ولثماني سنوات، لم يقتصر دعم مجموعة الكتابة الخاصة بي على تقديم رؤى نقدية والمواعيد النهائية الأسبوعية التي تشتد الحاجة إليها فحسب، وإنما سبقتني بأشواط في تنبؤها بأن الصفحات التي أحضرها كل يوم ثلاثاء كانت تتحول إلى رواية. وعلى مدار معظم العام الماضي، كنت جزءاً من مجموعة فيسبوك لكتّاب يكتبون أعمالهم الأولى. وكانت هذه المجموعة عبارة عن منجم ذهب من الدعم والمشورة والصداقة.

ثانياً: الأم القاسية:
قد يكون الأصدقاء مشجعين ممتازين لكننا وفي بعض الأحيان نحتاج إلى هذا الصديق الذي يصفعنا بالحقيقة. صديقتي ماجي وهي أم أسترالية جدّية لأربعة أطفال، لم تعلمني أن أتوقع المزيد من أطفالي فقط، وإنما أن أتوقع أكثر من نفسي. وعندما أخبرتها خلال زيارة طال أمدها بأنني وأخيراً سألتزم جدياً بكتابة الرواية، لفّت عينيها وقالت «أوه أرجوكِ! أنتِ تقولين هذا الشيء منذ زمن طويل». وأول ردة فعل قمت بها هو أن أدافع عن نفسي «ماذا عن عملي؟ وأطفالي؟ وبيتي؟ وكلبي؟ وأمي؟». لكن ماجي كانت محقة. فأنا أتكلم أكثر مما أعمل. وأمضي وقتاً أطول في القراءة عن تقنيات الكتابة بدلاً من الشروع بالكتابة. عدت إلى المنزل وصوت ماجي يرن في رأسي وبتركيز نشط على الكتابة، بما في ذلك قاعدة جديدة فرضتها على نفسي بأنني لن أقرأ الكتب أو المدونات أو المقالات التي تتعلق بالكتابة إلا إذا كنت قد خصصت وقتًا للكتابة في ذلك اليوم.

ثالثاً: الكاتب المُخضرَم:
عندما تُنهي مسودتك وتصبح مستعدًا لتسليمها للعملاء، يكون الوقت قد حان لتجد ذلك الصديق ذو الخبرة الواسعة مع دور النشر. وصديقتي الخبيرة التي ألجأ إليها هي زميلتي في الجامعة سوزي، كاتبة ورسامة، كان كتابها الأول من أكثر الكتب مبيعاً لصحيفة نيويورك تايمز ونشرت عشرة كتب أخرى للأطفال والكبار.

وتعتبر سوزي بالنسبة لي، بمثابة ويكيبيديا بكل ما يتعلق بالنشر، كالإجابة على الأسئلة المتعلقة بعملية التقديم وعقود الوكلاء والتسويق والدعاية وجولات توقيع الكتاب. وعندما كانت روايتي قيد التقديم وكنت على وشك قضاء أيام بأكملها في تحديث المتصفح الخاص بي على أمل الحصول على رد، أخبرتني سوزي بما يجب فعله بدلاً من ذلك. «ابدئي بكتابة كتابكِ التالي، فالكتابة هي الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه في هذه العملية برمتها».

رابعاً: الصديق الذي لا يقرأ:
بمن ستتصل عندما تكون مقتنعًا بأن سعادتك المستقبلية ستُفلت منك إلى الأبد إن لم توقع عقد الكتاب؟ أو عندما تعلق في حلقة مفرغة من التحقق من تصنيفات الأعلى مبيعًا على موقع الأمازون أو قراءة التعليقات والمراجعات في موقع الغودريدز؟ ستتصل بصديقك الذي يعيش حياة سعيدة تمامًا دون كتب. ذلك الصديق الذي تكون ردة فعله على سماع توقيعك لعقد كتابك بـ «مذهل! ماذا سترتدي في حفل توقيع عقد الكتاب؟». وعندما يقرر تيري غروس بعد أن أبدى موافقة أولية ألا يستضيفك على الهواء مباشرة، وتتصل بصديقك الذي يعطيك منظور أنت في أمسِّ الحاجة إليه بسؤاله: «من هو تيري غروس؟».

خامساً: الصديق الذي يقرأ ولا يكتب:
أن تنشر كتابك هو خبرٌ رائع، باستثناء ربما بعض الأصدقاء الذين يحاولون فعل الشيء نفسه. سيقولون إنهم سعداء من أجلك، وربما يكونون كذلك، ولكن هناك أوقات، وهو أمر المفهوم، عندما لا يخفف سماعهم عن نجاحك من معاناتهم. وهذا هو الوقت الذي تحتاج فيه إلى الصديق (أو في حالتي، أختي لورا) الذي يشاركك حبك للكتب لا طموحك في الكتابة، وبالتالي يمكنه الاستمتاع برحلتك دون ازدواجية. فعندما أتوجه إلى اجتماع مع محرري، أعرف أنه بحلول وقت الخروج، سأجد رسالة نصية من لورا تسألني: «كيف كان الأمر؟ كلميني!».

سادساً: الصديق الذي لا يحب كتاباتك حقاً:
قبل أن أنتهي من روايتي بوقت قصير، علقتُ في مخاض التساؤل عمّا إذا كانت ستعجب أي أحد. فسألت صديقة لي عن رأيها في الرواية التي نشرها للتو أحد أصدقائها القدامى فقالت: «أوه، إنه لأمر فظيع. لا أطيق كتاباته». فاجأني ردها لكنّي أدركت بعد ذلك جيدًا أن الصداقة الحقيقية لا علاقة لها بالإنتاج الفني للفرد. قد تكون كتابتك أهم شيء بالنسبة لك، لكنها ليست أهم شيء عنك بالنسبة لأصدقائك وأحبائك. تذكيرك بهذا أمر مطمئن ومُحرر. لدي حدس بأن لا أحد من أصدقائي متحمس بشأن روايتي، ولا مانع عندي إطلاقًا.

سابعاً: المبتدئ:
مثلما تحتاج إلى أصدقاء أكثر خبرة منك، يحتاج شخص ما في هذا العالم إلى حكمتك التي اكتسبتها بشق الأنفس. ابحث عن ذلك الصديق الذي بدأ يخطو خطواته الأولى نحو النشر، وأكد له أن الكتابة ليست مجرد هدف قيّم فحسب وإنما هي عملية من شأنها إثراء حياته. مع هذا الصديق، لن تتمكن فقط من مشاركة ما تعلمته – بأن من المفترض أن تكون الكتابة صعبة، وأنك تشعر في بعض الأحيان أنك تكتب دون هدى، وبأن عليك أن تثق بالعملية وأن تدع القصة تكشف عن نفسها – وإنما عليك أن تذكّر نفسك بهذه الأشياء أنت أيضًا. وبينما تساعد صديقك على كتابة خطاب استعلام، أو تمضية أسابيع الانتظار بسلام أو التعامل مع أول تعديل للمسودة، فأنت بذلك تدفعها مقدمًا. وعندما تشعر بالقلق إزاء أرقام المبيعات واهتمام وسائل الإعلام، يتجدد شعورك بمدى ما وصلت إليه، وأنه منذ وقت ليس ببعيد ما كنت تريد أكثر من مجرد كتابة رواية ونشرها، و كم هو مدهش أنك فعلت ذلك.


المصدر: تكوين: منصّة الكتابة الإبداعية


تعديل المشاركة Reactions:
هل تحاول كتابة رواية؟ ستحتاج إلى سبعة أصدقاء

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة