رشيد جمال
– 1 –
ديمومةُ العبثِ تتكاسلُ
بينَ أناملِ الكلماتِ
تحاولُ الهروبَ
نحوَ مسافاتٍ فارغةٍ
من المعن،ى
وتفشلُ...
كما الأحلامُ في دمعة طفلٍ
يودُّ النكوثَ قربَ مقبرةٍ
سرقَتْ آهاتِ الأمّهاتِ
وعادَ يترقّبُ حنينَ الموتِ للحياة
القاطنةِ أيضاً
في عتمة الوجودِ
المُبتسمِ لضحاياه.
إنّها ديمومةٌ لعبث مُبتسمٍ
على نهْدى صباحٍ
غارقٍ في تفاصيل قتالِه.
كلُّ الأصواتِ تأتي متأخّرةً عن ذاتها
مع الشفقِ،
والأرواحُ بضحكاتها تعرِجُ نحوَ السماءِ
باسم الربِّ؛
لتعودَ بليل مُقمرٍ تعِبٍ
بصدأ مُتعبٍ
من تكهّنات غيابٍ
ضائعةٍ في وصايا الربِّ
إنّها ليلةُ كتابةِ القضاءِ،
ورسمِ القدرِ...
إنّها ديمومةُ العبثِ
حيث للموتى حكاياتٌ مع الأرصفة
الناجيةٍ مع صرخاتِ الناجين.
– 2 –
وذاك الطفلُ مازالَ
يرمّمُ روحَه
على باب المقبرة.
حيث هناك
كانَتْ بقايا من همس
لم يدفنْ بعدْ
لربّما كانَتْ عبثيةُ الحياةِ
وعدميةُ الموت.
لربّما هي...
الطقوسُ الأخيرةُ لدفن الإنسانيةِ
في مقابر الشرق.
نعم صديقي!
كلُّنا قرأْنا الفاتحةَ على روحها،
وعدْنا بوجوه فارغةٍ منّا.