-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

رواية «آتيلا آخر العشاق»: لو كان كتابي لأسميته «شاسوار... آخر الثوار»


   



مصعب الشابي (تونس) / خاص سبا

القسم الأول 


                                                       «ديني الغرام ودار العشق مملكتي... 
                                                  قيس أنا وكتاب العشق توراتي».

حسن المرواني




في البدء كانت الكلمة/ التدوينة، الرواية الصوفية الممنوعة «آتيلا آخر العشاق»، للروائي الكردي «سردار عبد الله»، الصادرة عن دار «نوفل – هاشيت أنطوان»، التي منعت بمعرض الكتاب في الكويت مؤخّراً.

تدوينة فجائية جمعت كل عناصر التشويق، هي رواية، هي صوفية، هي ممنوعة، لم أنتبه في بادئ الأمر لاسم الكاتب، فلست من الذين يتقيدون في قراءاتهم باسم معين أو بلد أو مدرسة، ولم أربط بين سردار عبد الله مدوّن الصيحة الفيسبوكية الإشهارية وبين سردار عبد الله أحد وجوه السياسة المتلفزة، المرشح السابق لكرسي الرئاسة في العراق «الجديد»، ذو العلم بلا نجوم.

زاد الفضول عندما اقتنيت الكتاب وزادت معه المخاوف، أولها حجم الكتاب ذي الخمس مائة صفحة تقريباً، وأنا مَن يكره التمطيط في الحكاية، واعتقدت دوماً وهكذا أبوح لكثير من الأصدقاء أن سطراً واحداً من الثرثرة يقتل الرواية، ثاني المخاوف كانت إشارة على الغلاف «روايته الأولى بالعربية»، إذ كيف لرجل أن يحبر هذه الخزانة الورقية بلغة أجنبية، خاصة المسماة لغة الضاد التي تعودنا سواء قراءة أو معايشة ومعاينة ركاكة المشتغلين بها وعليها، فما بالك بالوافدين من «المستشرقين» والعاربة على حد سواء.

حتماً لم تكن أكبر همومي مع «آتيلا آخر العشاق» لغوية؛ فالقبطان نازل لتوه من عند هؤلاء البشمركة بكل ما تعنيه الكلمة في مخيال جيلي، جيل التسعينات، بأحلامه وآلامه على وقع ما حدث في المنطقة منذ ذاك الصباح الصيفي الشهير (٢ آب ١٩٩٠م).

ربما سأبدأ كما الكاتب من الآخر، فلو كان كتابي لأسميته «شاسوار... آخر الثوّار»، وشاسوار لمَن قرأ الكتاب هو شخصية تراوح مع البطل آتيلا سرد الأحداث في نسقيها المختلفين – هو ثائر وآتيلا عاشق – أو هكذا يخيل ظاهرياً في تضاد عبثي بين فعل الثورة والعشق، وكأنها فعلين منفصلين وأنا العاجز عن ترتيب المبتدأ والخبر، فهل الثورة عشق أم العشق ثورة؟

الثورة كما العشق من الأفعال الأحادية المحصورة على الإنسان الكائن الأرقى المتعالي على بقية الكائنات «المغفلة»، التي صار يسميها حيواناً يصطادها فيبيدها حيناً ويأكلها أحياناً أو ربما يحتفظ بها فيربّيها ويعطف على ضعفها، لم تكفه الأرض بما رحبت فتاق إلى السماء ونصب عليها رفيقه، أكبر منه وأشد قوة يساعده دوماً ويدير له شؤونه يشبه وجهه وصفاته ينزل الرفيق الأعلى أحياناً نصف إله فيشقى أو إله من إله فيصلب، يمشي إليه الرفيق الأسفل حافياً في الوادي المقدس ويصعد إليه في سدرة المنتهى، ولكنه على ضده، فالرفيق الأعلى ليس ثائراً ولا شاعراً ولا عاشقاً.

«كل مَن كان رأسه أعز لديه من الحبيب،

فإن مزاولة العشق بالنسبة إليه أكبر ذنب».

فريد الدين العطار

سردار عبد الله - روائي كردي

قد يلبس شاسوار لباس العاشق، ولكنه في كل الأحوال ثائر لم تفلح ثورته وكيف يجرؤ الله على نصره إلا يعلم مَن يقاتل، أمة واحدة... ذات رسالة خالدة، وقد يحمل آتيلا بندقية أو كأساً وهو بالحتم ليس ثائراً بل مجرد عاشق، خذله الله، ولم يتقبل منه كما ﴿ولم يتقبل من الآخر. سورة المائدة (27).














يتبع في جزء ثانٍ...

تعديل المشاركة Reactions:
رواية «آتيلا آخر العشاق»: لو كان كتابي لأسميته «شاسوار... آخر الثوار»

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة