ياسمين صلاح / خاص سبا
ليس الوقت مناسباً لتمنحني النبوة
فلن آكل الطعام ولن أمشي في الأسواق
ولن تكون هذي نهاية العالم
وإلا أين أذهب بوحيك إلي؟!
ومتى سأنفذ الخطط
الاستعارات والصور التي أحوّشها للحب؟
هذا الحنين اللامنتهي
الذي لا يعرف وجهة
سيقتلني هباءً... هباء يا إلهي!
لا أريد أن أكون شهيدة لشيء لا يقدسه البشر.
جرأتي التي لم أمارسها بعد
جنوني الذي لم يكتمل
لحظة بلا ألم
ترتعش في فم الأرض
ولم أجرب التقبيل بعد.
ألن ينغلق ولا باب على شكوكي التي عذبتني؟!
ألن تُصلح لي أوتاري المتهدلة؟
أبغض طعم تساوي الأشياء الذي يغزو حلقي
يا للفرح البائس!
يا للحزن النشوة!
كنت أحسد ظلي المطاط بسيقانه الطويلة
اليوم يتمتع بطمأنينة لا تملكها صاحبته
يلامس كل الأسطح بلا خوف ولا قفازات
بعد مرور الأزمة
سنحتاج تعديلاً جينياً
لنتحول جميعاً إلى ظلال مطمئنة.
دعونا نمرر الأخبار
أين الحروب؟ أين القتل؟ أين المجاعات؟
الطبيعة
قائد وحيد في ساحة الحرب
تختال متفقدة قتلاها
بلا نقطة دم واحدة
لقد ملت رعونتنا
فحبستنا في جحورنا
صدرها المراهق يصهل لأول مرة
بعد أن أزاحتنا فجأة وبلا سابق إنذار
عن غلافها الجوي.
طلقٌ ناريٌّ يأتي من جهة مجهولة
والزناد اللئيم على كل الأسطح
مَن يقطع الأسلاك عن عقولنا
لنخرج من الكابوس؟