ديلان تمي
– 1 –
طرقٌ خفيفٌ
من صدى طريقٍ
يستغيثُ
بصوت يمامةِ الدُّرِّ الخائفةِ
من صفير ريحٍ
تبارزُ القدرَ
وهروبِ أملٍ مُكفَهِرُّ الوجنتين
يسألُني:
يا غريبةُ
أما من حضن أنيقٍ
لملمَ حزنك؟!
– 2 –
ألتفتُ
ووخزُ حيرةٍ تلسعُ كبدي
تشدُّ على ميثاقي المتعرّقِ آلاف القيودِ
أجيدُه
ذاكَ الذي تركَ لي وصالَه
لألوذَ به في عمقي
و أمكث فيه منتظرةً
لعلّي أكذب عيني يوماً
لأصدّقَ صفيرَ الريحِ
فأسألهُ:
مَن تكونُ يا صاحبَ الظلِّ الطويلِ؟
– 3 –
يتمتمُ
وخارطةُ الأزمانِ تسيلُ من مقلتيه:
أصدقاً ما تسألين؟!
أنا زهرةُ لوتسَ
تحجّرَ رحيقُ أحلامِها
ليلَكُ دارٍ مُنحنٍ
بعدَ غيابِك
جثّةٌ خنقَتْ سماءَ اللهِ
بوصايا موجٍ
أعمَتْهُ
سبعُ سنواتٍ
فمَن غدوْتِ في هذا الزمن؟!
– 4 –
أجيبُه وجمرُ الشوقِ يبتلعُ حنجرتي:
فراشةُ حقلٍ نشبَ فيه وباءُ الوأدِ
قُصاص الأجنحةِ
خنقِ الشرانقِ
بقيْتُ حيث أناي
أعاشرُ نضجاً نيّئاً
على وسائدَ شرقيةٍ
ناديْتُكَ يا مَن ذلَّ الحبَّ
في خاصرتي
لِم لم تأتِ
لترمّمَ جناحيَّ؟
– 5 –
همسٌ نواحٌ
يأسرُه الريحُ فيه
وبريقُ رغبةٍ آثمةٍ تتمدّدُ لذاتهِ
تبدأُ بتمريرة إصبعٍ على شفة سفلية
فيقول مترنّحاً من خيبته:
إني هناك
أنتِ هنا
فليسقطْ الكافُ من أبجدية وجودي
لنكونَ هنا
نتعانقُ مرّةً تحتَ أنشودةٍ للمطر
في سندسٍ محصّنٍ.
ها أنا ذا
عارٍ
من ظلّي الطويلِ
الذي عانقَكِ مرّاتٍ
في حلم على شاطئ صخورِه
تعبدُنا
أغنيتُنا محرّمةٌ
كفاكِ عناداً مدلّلاً
تعالي إليَّ
لوحدكِ
في صباحٍ لوزيٍّ
بمداعبات شمسِنا...
خطواتُ الموجِ رسمَتْ طريقَكِ
نثرَتْ فيه أريجَ ياسمينٍ معتّقٍ
ألم يكفينا قمعَ الياسمينِ تحتَ نعالِنا؟!