إيمان أحمد
أطوف حول نفسي، أستمع لأصداء
أفكاري المتخبّطة، بعضها خرساء وأخرى تئنّ.
كلّ الدروب متشابكة، أبحث هنا وهناك عن شيء ما مفقود مني، لكن لا
برهان ولا دليل، سوى أنين غائر، لم يرَ مخرجاً بعدُ، ليتحرّر من داخلي.
لا شيء يبدّد الضباب، الذي تكاثف حول نفسي. أهيم بين أوراق مذكّراتي،
التي تتناثر منها رائحة خواطري، وترتسم أمامي خريطة من كلمات تضيئني، فتقودني إلى
الزمان والمكان.
ما زلت هناك كما تركت ذاتي وصوتي، ما زال صامتاً تائهاً يحمل بين
طيّاته حكاياتي الخفية، لكني أقف أمام هذا الكم الهائل من حروفي، وكأنني أكتشف
للتوّ أنها تاريخ مخبّأ تعود إليه بعد زمن لتبحث عن ماهيتك بين السطور، وتكتشف
ذاتك من جديد، لتجد ضالّتك.
يوماً ما سأسخّر من أنيني
الغائر أداة للتشافي من الضباب، الذي ملأ مساحاتي، لأرتكز على نقطة السلام؛ مؤمنة
لمَن قال: «هناك أراض محروقة، تمنحك من القمح، ما لا يمنحك نيسان في أوج عطائه».
تحيط بنا حقائق من كلّ حدب وصوب، لا نراها بالعين المجرّدة، لكننا لا
نتذوّق طعم النضوج، إلا بعد مخاض طويل من الآلام، وتبعثر أشلاء الصبر، لكن الروح
تعيد تشكيل ذاتها، لننهض أقوى من قبل، حينها نعرف قيمة ذواتنا.