أحمل حقيبة لا وطن فيها
فقط أصوات الذين رحلوا
دون وداع.
أُجالس ظلّي
كمَن يُجري مفاوضات طويلة
مع الحنين…
ولا يخرج منها منتصراً.
أجرّ خيبة بلاد، لم تولدني
وأرسم على جدران غربتي
خريطة لا تشير إلى أيّ جهة
إلا قلبي.
أحلم أحياناً أن أعود
لكني لا أعرف إلى أين؛
فالمنفى ليس مكاناً
بل مسافة بيني وبيني
حين لا أستطيع أن ألمس وجهي
دون أن أرتجف.
أُراكم لغاتٍ لا يتحدّثها أحد
ووجوهاً نسيَت أسماءها
قبل أن أنساها.
أجمع فتات أرواح
سقطت مني على الطرقات
وأُعيد لصقها كلّ مساء
بشريط لاصق اسمه الصبر.
أنا المنفى
وأنا المنفي
أنا الخارطة المطوية في جيب الذين نسَوني
وأنا الساعي خلف باب
لن يُفتح.