ما معنى الوجود يسبِق الماهية؟ وهل الإنسان حرٌّ في أفعاله؟

فاضل متين / خاص سبا

لطالما لم أستسغ القصيدة الكردية «الكردمانجية» (باستثناء القصائد المغناة) المقننة والمقيدة بوحدة القافية، التي أغلبها تبعث الملل والسأم؛ بسبب وحدة النمط وتشابه المواضيع فيها، ناهيك عن التكرار الفج لنفس الكلمات والصور البديعية.

هذه القصيدة للروائي والشاعر الكردي «جان بابيير» من القصائد المتمردة والخارجة عن المألوف المتداول، اخترق جان فيها كل القواعد والقوانين، وقفز على كل البحور والقوافي التي من شأنها تقييد القصيدة، بحيث يعرض القصيدة لقوانينه وطقوسه، وهو الذي لا يتقيد بأيّة قوانين ولا طقوس في حياته.

جان الذي كل كتاباته تعكس شخصيته، والتي هي مرآة لحياته العفوية والطائشة المليئة بالتقلبات والترحالات، ولكنه لم يتقلب ولم يتأثر، بقي هو هو، ابن مدينته وناسه، ينقل طباعهم وأساليب حياتهم وآلامهم وطرق معيشتهم، ولن تستغرب الطابع الجنسي – الإيروتيكي في كتاباته، فالذي يكتب عن سروال أمه، ويسرد تفاصيل التحامها مع والده، لن يصعقك ما يأتي بعد ذلك في نصه، وهذا وإن دلّ فإنه يدلّ على مصداقيته وعفويته في الواقع والأدب...