-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

قذيفة


 

علي السباعي


عراقية:

سمراءٌ مُتشِّحَةٌ بالسـواد، تجلسُ أمام إحدى بواباتِ القصـرِ الجمهوري، تضعُ دميةً بلاستيكيةً في حضنِها، تُناغيـها، تُناغيها بلا مَللٍ. سألتُ عنها، قالوا: "إن القوات الأمريكية قَتَلتْ طفلتَها وزَوجها بالخطأ".


زواج:

أعمـلُ نجاراً أمامَ إعداديةٍ للبناتِ. أنتمي لأسرةٍ فقيرةٍ، أمي مُطَلَقَةٌ، أبي متزوجٌ من أخرى، أعيشُ في كَنفِ جدي لأمي، أحببتُ طالبةً جميلًة جدًا، اتفقنا أنا وحبيبتي على الزواجِ، رفضَ أهلُها طلبي. طلبتْ مني أن أستعينَ بِمُدرِّسة قريبةَ جدًا منها. حَـدثْتُها لمساعدتِنا وإقناعِ أهلِها بالزواجِ. قالت لي دون مقدمات:
"أنا جاهزةٌ؛ عندي بيتٌ باسمي، وذهب، لـِمَ لا تتقدم لِخطْبَتي؟".
وافقت فورًا وتزوجتُ المُدَرّسة.


قذيفة:
 
كان معي جنديٌ إبان حرب ثماني السنوات في جبهةِ القتالِ، لم يكن مقاتلًا شرسًا، كان عازفَ عودٍ موهوبًا، مُبدعًا، لا يجيدُ القتالَ، أثناءَ المعاركِ الطاحنةِ وما أكثرَها وأثناءَ اشتدادِ القصفِ كان يعزفُ لنا نحنُ إخوانَه المقاتلين أجملَ الألحان، يضربُ على عودهِ بلا تعبٍ، بمتعةٍ وإبداعٍ أبدًا لا يكررُ نفسَه. أُعلنَ وقفُ إطلاقِ النارِ في 8 / 8 / 1988م.
راحَ يدندن فرحًا بانتهائِها، وإذا بقذيفةٍ إيرانيةٍ تسقطُ على موضِعه وهو يعزُف، تقتلٌه.


نقلاً عن بوابة الأهرام


تعديل المشاركة Reactions:
قذيفة

canyar

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة