بقلم : افين إبراهيم
مع ذلك يؤلمني شكل المظلات المغلقة في قلبك
يؤلمني صرير الأبواب التي تتلاطم وتدفعني بقوة نحو الغرفة المظلة في روحك
الغرفة التي نمتلكها جميعا ولا نجرؤ الدخول اليها الا عندما نعتقد باننا نحتاج للموت كي ننبعث من جديد..
يؤلمني طعم الحب الذي سيتعفن تحت جلدك
تؤلمني ضحكة المرأة التي لا اعرفها
المرأة النحيلة التي ستكرهني يوما لتستطيع ان تحبك
تؤلمني شجرة الفضة المعلقة في غرفة الجلوس
يؤلمني الخلخال الذي يتدلى من عنقها
قلت لك مرارا ان الوقت كالحب لانسنطيع قتله بسهولة
لا نستطيع مسحه بكبسة زر أو رفع سواده دفعة واحدة نحو المقبرة
لم تصدقني
ها انت تخرج رائحتي من الخزانة لتصنع منها توابيت رائعة تليق بموت الخريف
تليق بجنازة حمامة ارادت ان تجرب الطيران بعيدا فتبخرت
نعم لي ..
كل هذا الخراب لي
كل هذا الجحيم من السعادة لي
كل هذه الأشباح الرئعة لي
كل هذه الحماقات لي وحدي
فقط أخرج من تلك الشجرة لاخبرك كيف
استطيع ان اصنع من قلبها قصيدة لأنك نائم
مازال الشتاء في بدايته
رغم ذلك خرجت اليوم لاشتري خاتما جديدا لاصابعي قبل ان تذوب
قال لي البائع انه لاخواتم بعد اليوم
كل الخواتم التي كنت احبها سرقها رجل جائع ليأكل
انه باعها لامرأة تكره الخواتم
تشتريها فقط لأنها تخاف الوحدة
في طريق عودتي صوت المطر
جعلني احدق في وجه كائن غريب لمدة لا اتذكرها دون التفكير بشيء
كانها محاولة نسيان تشد قلبي نحو القاع لتطفو كل هذه الورود فوق سطح البحيرة
كأنها رسالتي الجديدة للشياطين التي تخرج من سرتي بعد منتصف الليل
للملائكة التي تمد يدها لتغطي ظهرك العاري وتعود للنهر حزينة
او ربما سعيدة
لا أدري
لا أدري
اتخيل ان زوجي سيشتري لي يوما سمكة حمراء بجناحين
سمكة صغيرة اشق احشائها
من المؤكد اني سأجد خاتما
انه سيكون جميلا على مقاس حزني الذي يؤلمك
ترى هل ستكون اصابعي موجودة
لا تدري ..
اعلم انك لاتدري
وهذا الشيء الوحيد الذي لايؤلمني
هذا الشيء الوحيد الذي يجعلني اعتقد باني سأنجو
باني سأكون يوما تلك الزهرة التي تبتسم
الزهرة التي ستعكر مزاج المستحيل على أطراف مقبرة.