recent
جديدنا

الفروهر.Farohar الملاك الموجود منذ الأزل

الصفحة الرئيسية


الاخلاص والوفاء اساس الفلسفة الزرادشتية


د. مؤيد عبد الستار

الفروهر Farohar هو الملاك في الديانة الزرادشتية وهو الروح الموجودة منذ الازل، وستستمر في الوجود بعد الموت . يذكر الفروهر الناس بسبب وجودهم في الحياة على الارض ، والعيش بطريقة تجعل الروح تتسامى وتتحد بالاله اهور مزدا – الحكيم – وهذه الحالة تدعى في الافستا فرشته كرتي ، ويمكن ترجمتها الى السمو او الاتحاد مع الذات الالهية كما في المصطلح الصوفي .
وجه الفروهر وجه انسان ، فهو من البشر، وله جناحان لهما ثلاث مجموعات من الريش ، وهذه المجموعات الثلاث من الريش ترمز الى ثلاثة رموز هي : الخير ، الكلمة الطيبة ، وعمل الخير ، وفي نفس الوقت هي مصدر الطيران والتقدم .
الجزء الاسفل من الفروهر يحتوي على ثلاثة رموز ايضا هي : الشر ، والكلمة السيئة ، وعمل الشر ، التي تسبب البؤس والخيبة للبشر .
وعلى جانبي الفروهر عروتان ، العروة الاولى تتجه نحو وجه الفروهر والاخرى نحو ظهره ، وهما ترمزان الى التوجه نحو الخير والابتعاد عن الشر .
اما الدائرة التي وسط الصورة فترمز الى لانهائية الروح، دائرة ليس لها بداية ولا نهاية .
احدى ايدي الفروهر تشير الى الاعلى ، تدل على العمل من أجل الازدهار والنمو ، واليد الاخرى تحمل حلقة – خاتما – يعبر عن الالتزام بالعهد ، وهوالميثاق الذي يمثل الاخلاص و الوفاء، وهو أساس الفلسفة الزرادشتية . عرف الفروهر في التراث المصري ايضا ووجد في خزائن توت عنخ امون وصور بجسم طائر ورأس انسان ، واستخدم في عدة حضارات عديدة اخرى منها الحضارة الحثية اذ نجده منقوشا مع الملك الحيثي حوالي 1400 قبل الميلاد ، وكذلك في سوريا نجده على ختم يعود للحضارة الميتانية حوالي 1450 قبل الميلاد ، واستخدمه الاشوريون ايضا، حتى امريكا اتخذت مثل هذا النسر شعارا.
ان شعار الفروهر من أصل سومري ، ويعود لبلاد ايلام ، موطن الكرد الفيليين كردستان ، وانتشر في بلدان وحضارات مختلفة ، وهو يظهر احيانا كطائر فقط دون وجه بشري ، واحيانا اخرى يحمل وجه انسان ، وتبنى الاشوريون الدائرة مع الجناحين لحماية الملك والناس . ان هذا الرمز دون الوجه البشري ، يمثل الاله الشمس – شمش - ولكنه مع الوجه البشري يصبح الرمز الوطني الاشوري، الاله اشور ، ويظهر على عدة اختام .
على مر العصور استخدم هذا الرمز ، وفي العصر الاخميني حوالي 600 قبل الميلاد ، كان قد مضى على استخدامه نحو الف عام من مصر الى سوريا الى الاشوريين ، وحين امتد حكم الاخمينيين الى بلاد الرافدين في القرن السادس قبل الميلاد ، واخضعوا الجميع لحكم بابل ومن ضمنهم اليهود ، اعتمد الاخمينيون الشكل – الموتيف – البابلي والاشوري للنصب الفني ومن ضمنه القرص المجنح .
لقد نقش الفروهر على صخرة في جبل بيستون في ايلام / كردستان – ايران وفي عدة اشكال اخرى مختلفة في العصر الاخميني ، ومنها واحدة مشابهة للشكل الاشوري ، وياخذ افضل شكل فني له في منحوتات مدينة بيرسي بولس في ايلام / مركز الحكم الاخميني , وهو الشكل الفني المعتمد في الديانة الزرادشتية.

google-playkhamsatmostaqltradent