-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

"الجنون طليقًا" رواية لواحة الراهب عن "دار نوفل"





صدرت رواية "الجنون طليقاً" للكاتبة والممثلة والمخرجة السورية واحة الراهب، بوليسية نفسية اجتماعية، مكتوبة بلغة بسيطة، مشبعة بالشخصيات المثيرة والمشاهد السينمائية المتسارعة، في بلاد تعيش وطأة الحرب والعنف والفوضى.

في مستشفى للأمراض النفسيّة والعقليّة، وفي زمن الحصار بين معركتين، تخوض مجموعة صغيرة حربها الخاصّة. الأبطال هم فريق يُصَوِّر فيلماً سينمائيّاً، ومجموعة فاسدين، ومجرمٌ طليق، ومريضات هنّ أقلّ مرضاً ممّن خارج مشفاهنّ.

حبكة الرواية البوليسية الصادرة عن "دار هاشيت أنطوان/نوفل"، تأسر القارئ بأحداثها وشخصياتها وتجعله يترقّب الجريمة تلو الأخرى ليدخل هو نفسه في لعبة التحقيق والبحث عن المجرم، في متاهة اندماج الواقع بالخيال.

حالة توجّسٍ لا تقتصر على الآخرين، بل تطال الذات أيضاً، وتستفحل بالجميع، حيث يختلط الجنون بالعقل، ويذوب الخيط الرفيع الفاصل بين الواقع والدراما. تفاقُم الخوف من وجود قاتلٍ طليق يدفع الكلّ للاشتباه في الآخَر، بحثاً عن خلاصه، بينما ينبري كاتبٌ مراوغ لتطويع السيناريو حتى يتطابق مع الواقع الذي باتت أحداثه أقسى من أن تُصدّق.

تقول الكاتبة واحة الراهب "أنا مهتمّة منذ صغري بعالم النفس وقراءة الوجوه ومعظم مطالعاتي متخصصة بالنفس البشرية والخوض في أعماقها، لذا ركّزت على تركيب خلفية الشخصيات المضطربة وهي من محض خيالي لكن قد تتقاطع مع بعض النماذج التي مرّت في حياتي مع روتوش خاص مني".

اختارت الراهب لروايتها هذا العنوان، "لأن الجنون والعقل باتا في عالمنا المعاصر المتخم بالفوضى والحروب على حافة واحدة وعلى شفير الهاوية. لقد اختلطا وتداخلا بما ضيّع الفواصل الفارقة بينهما، حين تعم الجرائم لتصبح عامة، فيصبح حينها الجنون حقاً طليقاً".

الكاتبة والمخرجة والممثلة السورية واحة الراهب

يُذكر أن واحة الراهب كاتبة ومخرجة وممثّلة سوريّة تحمل إجازة في الفنون الجميلة من جامعة دمشق، ودبلوم دراسات عليا في السينما من جامعة باريس الثامنة. حازت جوائز عديدة في المجال السينمائي والدرامي، حيث مثّلت وأخرجت وكتبت سيناريوات لأفلام ومسلسلات، من ضمنها: "رؤى حالمة"، "رباعيّة التهديد الخطير". لها فيلمان قصيران: "جدّاتنا"، و"قتل معلن"، وكتاب "صورة المرأة في السينما السوريّة" (2000) صادر عن وزارة الثقافة في دمشق، ورواية بعنوان "مذكّرات روح منحوسة"، (2017). "الجنون طليقاً"، روايتها الأولى عن "دار نوفل".

مقطع من الرواية:

بعد خروجها من غرفة المحقق وفي طريقها إلى غرفتها، استعادت دينا إحساساً راودها سابقاً بأنّها مراقَبة لكنّها استبعدته، حتى إنّها تشكّكت في كونها تهلوس أو تهذي بما يشبه أعراض عقدة الاضطهاد التي قرأت عنها وعن غيرها من الأمراض النفسية في إطار تحضيرها للشخصيّة التي ستؤدّيها في الفيلم. لاحظت ملامح من تلك الأمراض في بعض سلوكيّاتها، فما تشعر به بين حين وآخر، يشبه أعراض اكتئاب وإنهاك عصبي، وأحياناً تنتابها عقدة ذنب أو بعض الوسوسة والشعور بالاضطهاد كالذي يدفعها الآن لتخيّل أنّ هناك من يلاحقها. ازداد ذلك الشعور بشكل ملموس بعد زيارتها لمهجع المريضات، وها هي الآن تستعيده بعدما قُتلت سوسن، صديقتها وملجأ أسرارها. ربّما هذا ما دفعها للظنّ باحتمال كونها ملاحقة ومستهدفة من القاتل، أو من إحدى المريضات اللواتي بتن يكرهنها، وربّما تقصَّدن تشويهها في المرّة الأخيرة حين كانت في مهجعهنّ، بحسب ما خُيّل إليها آنذاك وجعل منهنّ متّهمات كمجد بالنسبة لها. لكنّها سرعان ما استبعدت احتمال إصابتها بعقدة الاضطهاد، رغم ما ينتابها من أعراضه الآن، ما دامت قادرة على التشكيك حتى في نفسها وافتراض مرضها، وهو ما لا قدرة للمريض على فعله إلّا حين يقطع نصف الشوط في طريق الشفاء.


تعديل المشاركة Reactions:
"الجنون طليقًا" رواية لواحة الراهب عن "دار نوفل"

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة