رشيد جمال / خاص سبا
– 1 –
عندما يبحرُ الجهلُ فينا،
وتموجُ الأصقاعُ بنا
إلى طريق الأمنياتِ البعيدة
تتحوّلُ قبورُنا إلى جنّة فردوس.
– 2 –
كلُّ رجلٍ يمضي نحو الغروب
متنكّراً بوجه السماءِ
بغبار معاركِ الصحراءِ
ينشدُ لحنَ السحاب
والمطرُ بعيدٌ كالحياة
عن أناس نسوا الفجر
ورقصاتِ حبّاتِ المطر
رائحةَ الربيعِ كيف تكون
لقبور فقدتْ حاسّةَ الشمّ
كلُّ الأرواحِ تتلوّنُ بالموت
وكلُّ الفصولِ بلون
القصدير
ونحن مدمنون
على القصدير
في الصباح قهوتنا
من القصدير
وفي المساء عشاؤنا
من القصدير
حتى أحلامُنا أصبحت
من القصدير
فيا للعجب!
كيف نتنفّس،
ونعيشُ
ونحن من قائمة المعادن؟
– 3 –
نصيبُنا من الحياة
هو اللا حياة.
– 4 –
أطرافُنا مبلّلةٌ
بيوتُنا مشردّةٌ، وطريقُنا إلى الحقول محاصرةٌ
خبزُنا منقوشٌ عليه
صورة لأبي لهب
جدرانُنا مصبوغةٌ بالظلام
ولا أحد في هذا المكان
إلا أبي لهب
يمشي، ومن حوله تحومُ الجرذانُ والفئران،
وتحميه جموعُ الخفافيشِ والذبّان
ورغم كلّ الذي كان
والذي أصبح الآن
إني أعاني
من لسعة الحيوان
أخافُ أن يطولَ الزمانُ،
وتموتَ القبورُ،
وتكشفُني خفافيشُ أبي لهب
قبل شروقِ النهار
فيا شمسي أشرقي الآن
ربّما تغيّرين
مصيرنا ومصير الأوثان.