-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

المرأة الكردية في سوريا


اللوحة للفنانة التشكيلية شريهان بكلرو

مثال سليمان – المانيا / خاص سبا


للحديث عن المرأة الكردية في سوريا لا بد من أن نتطرق إلى التعرف عليها تاريخياً، وفي الوقت المعاصر المرتبط بسنوات الأزمة السورية...

مثال سليمان


ربما قد يبادر إلى أذهاننا بشكل مباشر مصطلح (التاريخ) أو دور المرأة قديما،ً وربطه بدور السلطة الذكورية الأبوية، لكن يجدر بنا أن نعي تماماً أن المرأة قديماً كانت تتمتع بكامل حقوقها، حتى أن الطفل كان ينسب إليها بعد ولادته في ظل المجتمع الأمومي قديماً، عندما كانت آلهة الخصب والجمال والحب، وكانت كاهنة وقائدة في ظل الزواج العشوائي.

لكن مع ظهور الزراعة والحرف اليدوية والمقايضات، حيث نشبت المعارك والغزوات الدينية والقبلية على مر العصور، فتعذّر على المرأة مجاراة الرجل وهنا بدأ الاضطهاد والتقسيم الطبقي والتمييز بينها وبين الرجل.

وبمرور الزمن تحولت كل تلك الممارسات الجائرة بحق المرأة إلى قناعات ثم إلى عادات، حتى هي نفسها اعتنقتها وتمسكت بها، بل التزمت بها بشكل صارم، واتخذته معياراً لعضويتها الكاملة في المجتمع وشرطاً لازماً لأنوثتها.

وباعتناق الكرد الدين الإسلامي وخضوعهم للإمبراطورية العثمانية السنية بدأ ظهور القمع ضد المرأة بعض الشيء، إلا أن الرجل الكردي في سوريا لم يرغمها على ارتداء الحجاب أو حجزها في البيت، ليقتصر دورها على الإنجاب وتربية الأطفال وخدمة الرجل فقط، بل كان يساندها دوماً حتى أن معاناتها كان مرتبطاً بمعاناة الرجل حتى في وقتنا الحاضر.

فتحرر المرأة مرهون بتحرر الرجل، فبالرغم من كل أنواع القهر السياسي والاجتماعي فقد أثبتت المرأة الكردية تحملها المسؤولية، وفرضت ذاتها في الأوساط الاجتماعية والثقافية حتى السياسية منها.

والتاريخ يحمل في طياته أسماء الكثير من النساء، وإن غفل المؤرخون عن ذكر الكثير منهن أيضاً، ومن الأسماء المذكورة (خنساء إبراهيم باشا المللي)، التي ترأست عشيرة الملان في رأس العين و (عدلة كيكي، نورا سلي، حسينة كنجو)، حيث الكثير من الأسماء التي ارتبط صيتها بصيت العشيرة أو القبيلة.

ربما يتصدرهن صيتاً، الأميرة روشن بدرخان التي لعبت دوراً بارزاً بين الأوساط الثقافية الكوردية والعربية في دمشق، فقد كانت من مؤسسات جمعية (إحياء الثقافة الكردية)عام ١٩٥٤م – ١٩٥٥م، وصفية خاتون ابنة الملك الصالح نجم أيوب أميرة منبج عام ١٢٣١م.

يختلف الوضع المعاصر للمرأة الكردية اختلافاً كبيراً بين البلدان التي تنقسم فيها كردستان (تركيا، العراق، سوريا وإيران) بشكل عام. ففي القرن الواحد والعشرين ومع ظهور الحركات التقدمية داخل المجتمع السوري الذي رفع من شأن المرأة السورية بشكل عام والمرأة الكردية بشكل خاص، ومع ذلك التقدم فقد بقيت المنظمات الكردية والدولية تشير إلى عدم تطبيق المساواة بين الجنسين.

ومع لعنة الحرب المفروضة على سوريا وانتشار الدمار والفوضى كان ولا يزال للمرأة الكردية دوراً أساسياً في إدارة الأزمات، والتخفيف من العبء عن كاهل الرجال (اللذين قل عددهم بشكل ملحوظ جراء سياسة القمع والعنف والاختطاف) على غرار تجربة الكثير من دول العالم، كتجربة النساء الألمانيات إبان الحرب العالمية الثانية.

ومع اكتساب المنطقة المأهولة بالكورد (روج آفاي كردستان) الإدارة الذاتية بحكم الواقع، فقد استطاعت المرأة الكردية أن تضع الكثير من الأنظمة والقواعد حتى تحافظ على المجتمع الكردي من الانهيار رغم موجة الهجرة القسرية.

فقد أثبتت وجودها في كافة الصعد القيادية والميدانية والعلمية والتقنية حتى العسكرية منها، وأثبتت قدرتها على القيادة من دون منازع، حتى أصبحت المحور الرئيسي في الأجندة السياسية والمجتمعية، إذ حملت السلاح إلى جانب قرينها الرجل، واستشهدت في المعارك ضد الفصائل المسلحة. كما ولعبت دوراً بارزاً إلى جانب شريكها الرجل في كل الهيئات الإدارية في المنطقة. إن وصولها لهذه المرحلة لم يكن سهلاً، إنما هو دليل على صراع طويل وجدال بين الرفض والقبول.

ربما قد يربط المحللون شجاعة المرأة الكردية في سوريا بالطبيعة الجغرافية لكردستان، إلا أن المنطقة الكردية في سوريا لا يغلب عليها الطابع الجبلي كباقي الأجزاء منها، إنما شجاعتها مرهون بمدى وعي وشجاعة الرجل الكردي في سوريا.

وفي ظل الظروف القاسية التي تمر بها سوريا عامة وروج آفاي كردستان خاصة، تلعب المرأة دوراً رئيسياً في الحفاظ على القومية للشعب الكردي المتشبث بأرضه وصموده في مقاومة كل أنواع القهر، فكل أم هي سياسية بحد ذاتها وقائدة في بيتها وليس بقليل عليها مسمى (المرأة الحديدية) فهي بوجود التقنيات الحديثة الهادفة لقضية شعبها كانت قادرة وبجدارة في التطور والتقدم في كافة المجالات في بناء وتأهيل الإنسان الكردي المنصهر أساساً في بوتقة المجتمعات والثقافات التابعة للدول التي هاجر إليها وتحملت مسؤولياتها وسارعت في إثبات وجودها بشكل ريادي فولدت من جديد، وانضمت إلى قافلة الرائدات في المجتمعات المتقدمة والمتطورة.

هيفارون شريف، أول امرأة كردية تكتسب تمثيلاً دبلوماسياً في قمة دولية حول وقف العنف الجنسي ضد النساء في العالم بدعوة من الخارجية البريطانية في لندن.
ديا جوان شاعرة وقاصة من فامشلو...

تعديل المشاركة Reactions:
المرأة الكردية في سوريا

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة