أفرو برازي / خاص سبا
كلّما أومأت إليّ هويّتي الحبريّة أن أشتهي مضاجعة المدّة المستظلّة
بخيال الآه اللّذيذة في نصّك، أركض إلى خيمة الأبجديّة، أحتمي بعباءة شيخ المفردات
الواسعة، فأنا أريد الحفاظ على كلماتي بتولاً بعد كلّ ممارسة...
أعيد ترتيب غشاء بكارة إرهاصاتي بعد كلّ قصيدة، وأقذف الخوف من أوتاد
المعنى حين تنزف جهاتي طويلاً على الورق، فمَن رآني وأنا أمسك بياقة الأدب في
زاويةٍ من البوح لأعرّيه من ثيابه الرّسميّة؟ مَن الذي لمح جسده المثير وأنا ألبسه
ثوب الجنون؟ مَن رآني أضيء وأشتعل؟ ومَن الذي نبّهته حواسّه فاستمع لقبلاتي
اللّزجة المتصاعدة على صدره وأنا أخضعه لسطوتي؟!
نعم! أصبته بالبلل، صار يشهق، يلفّ ويدور حول نفسه.
نعم! اشتهاني الأدب بقامته الشاهقة وانحنى ليلثم سرّتي، هو لا يدري
أنّي أعاني ارتفاعاً في هرمون التعبير، أنّي أودّ الذهاب إلى ما هو أبعد من السرّة،
هو لا يدري أنّي أريد منه طفلاً، ولا حتّى يدري أنّ رحمي إنّما متلهّف لإنجاب
جنينٍ حبريّ... كيف أهب هذا الأدب خلوداً إن لم أنجب منه كتاباً، قصيدةً نثريّةً
أو شعريّة، جداريّة، أو حتّى نصّاً في جريدة؟!