-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

على مقام سبا: للتشابه جينات روحية



جان بابيير / خاص سبا



أبوح لنفسي بأشياء لا أكاد أفهمها، ثمّ أتّكئ عليها لتفسّر هي ما أعنيه دون ضربٍ وقسمة، كأن نرتشف قهوتنا من فنجان الحبّ الصباحيّ الذي أفضّله مرّاً كما غياب إحداهنّ خلف تلال المسافة، لتفضّلها نفسي حلوةً كما حضور إحداهنّ في البال استفزازاً للمسافة، وتحدّياً لتلالها الشاهقة، ولستُ أدري إلى الآن كيف أصل لمرارتي وكيف تصل نفسي لحلاوتها في فنجانٍ واحدٍ يصرخ منذهلاً أمام هذا التناقض المتفّق ونفسه.



التناقض أيضاً يحتار مع نفسه كما أنا ونفسي، يخلق كافة أسباب التنافر ليهيئ الظروف المواتية للتشابه، أقصد للقاءات الكبرى التي تحمل جيناتٍ مشتركةٍ بين الشيء واللاشيء، كعشقي السرّيّ الموجود والمثبت ثبات الوجود دونما دليل إثبات.



لا أدري إلى الآن كيف ترتدي هي تنّورةً وخلخالاً وتتعطّر بعطر نسائيّ، ذلك العطر المثير، بينما أضع أنا هوغو لنسير معاً عطرَين في حاسّةٍ واحدةٍ تملك شاربين ونهدين معاً، أسيرُ في الأزقّة بحثاً عن عينَي أنثى تستحقّ قصيدة، فيرنّ خلخالها داخلي مذكّراً إيّاي بألف روايةٍ بطلاتها نساءٌ يصُبنَ في منبع ملامحها، عناوينها اختصارٌ لاسمها الذي يسكن اسمي.



أنا الذي ولدتني أمي، فمن الذي أنجبها داخلي؟ أنا الذي صرتُ على قيدها، وأنا الذي يخاطب نفسه كمن يخاطب أنثاه، من أين أتت تلك الكينونة لتسكنني، لتغيّر جيناتي، لتحملني من مدن فتحتُها بحدّ القُبَلِ إلى بقعةٍ مقفرة، لتحتلّني هي بحدّ خصرها النّحيل الذي يكمن تماماً داخل خاصرتي!



اليوم... أعترف وأقرُّ أنّ كلّ رجلٍ يحمل ملامح محبوبته، كما كلّ أنثى تخبّئ صدغَي محبوبها في هلوساتها الأنثويّة، أدرك اليوم تماماً أنّنا نتحوّل إلى مَن نحبّ، نحمل صفاتهم، نلدنا منهم، وننجبهم منّا، أنّنا نغدو حبّتي عنبٍ تتبادلان الحميميّة داخل قدح العشق المندلق على سرير الحبّ سرّاً عمّن حولنا كلّ ليلة.


تعديل المشاركة Reactions:
على مقام سبا: للتشابه جينات روحية

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة