ماجد ع محمد / خاص سبا
بعد الندم على فقدانها لكلّ خيوط الظفر به في الأمس، ولأجل الفلاح
ببعض وشائج القربى في الغد، ولأنها تعوّل على المُلكِ أكثر من إتكائها على أناشيد
النبض، استأجرت عرّافاً من سوق التخمينات لحلب الأمل، إلاّ أن الكاهن المستحضر
لغاية استجلاب البشر أخفق في المهمة، ومع كل تدحرجه على نمارق التضرّع الخافت، عجز
عن إطلاق شرارة المبتغى، وبعد التدثّر بملاحف الصمت الطويل، استصعب الكاهنُ
الأمرَ، فقال لها، وقطرات الخيبة عِوض الأماني تندلق بهدوءٍ من كوّته المحاطة
بغابةٍ داكنة:
لن يمر؛
ليس لأن الطريق مزدحم بالأجساد
وليس لأن الواهبَ حشركم في مناطيد الاِبتعاد
وليس لأنه...
وليس لأنكِ...
وليس لأنكما...
خطّانِ وقد توازيتما في الرفقةِ
وليس لأن المحيطات صارت تفصل بينكما
وليس لأن بواخر الفُرقة راحت على هوى العباب تمر
وليس لأن ألسنة المعارك رمته بعيداً عنكِ فيغور البر
إنما لن يمر
لأنكِ غدوتِ ممراً زلقاً
عنيداً
ماكثاً
بكلّ ثقله على ظهر الممر
فكيف للمتملّص من سطوة الأعباءِ أن يمر؟