عامر الطيب / خاص سبا
أغنية الوداع أسهل،
عرفتُ ذلك منذ طفولتي
تسألني والدتي
كم لديك من الدموع؟
أقول:
ما يلزم يومين صغيرين
ترد:
إذن لا تتأخر مطولاً
لئلا تتوسل أحداً من أجل
دموع مستعارة .
أما أغنية البدء فإنها
معضلة
فها هي والدتي
تسألني
كم من الدموع لديك ؟
أقول - و قد تعرفت عليكِ
للتو -
ما تكفي حياتي فقط !
♤
تستطيع إيقاف الفكرة
لإيقاف الخسارة
إن فكرتَ بصنع حيوان طيني
فتأمل أية حياة بشعة
سيعيشها غداً
كن إلهاً متعاوناً
و إن أحببتَ تكرار التجربة
مرة أخرى من أجل الحب
فتأمل أية
حياة ستعيشها الحيوانات
الطينية في الأنهار ؟
♤
هذا النص الصغير ليس كاملاً
تنقصه الخبرة و المفاجأة
إن كان حزيناً
فهو كإنسان يفتش عينيه
ليبكي حياته بشفقة أشد
وإن كان عادياً
فقد بدأ يفتش عن يديه
ليطمئن على الدمع !
♤
أنا لا أعرف كيف تبكون؟
من بإمكانه أن يعلمني
الآن؟
موعد هجرتي غداً.
بالطبع سيكون علي أن أستذكر
حياتي
و أندبها
و هذا يتطلب مني أن أبكي
بكاء يخصني .
لأنه من المعيب أن يقول
المهاجرون لاحقاً :
يدعي هذا الفتى الحزين
أنه من العراق و يبكي مثلنا !
♤
كم سيدوم حبك أن كان حب
الأرض
ذاتها لم يبق سوى ساعات
طويلة؟
دخلتُ المغارة و نسيتُ
الضوء ،
كتبتُ الكلمة و تخلصتُ
من العبء،
سألتُ وجهكِ الآن
كيف سيعيش مندهشاً
كمصباح صغير في عالم محاط
بالمياه ؟
ستكون له حياة بهية
في كل جزء
ففي أي جهة
يجب أن نقذف الحجارة الأخيرة
إذن ؟
♤
وقفتُ فتحسستُ ظلاً يلمسُ
كتفي
ومع أن الرواق معتم
إلا أن حدسي لا يغالطني
كان ثقيلاً مثل جسدك كله
بعد ذلك ثمة مفارقة ليست
من أجل اللهو :
الظلال يمكنني التأكد منها
إذا التفتُ فقط
أما ظلك فيجب أن أشعلَ
الضوء !
♤
حكاية طفولية طفيفة
وجدناها لذيذة
ثم ها نحن نتصرف بها للتسلية..
اتصل بنا أيها الغريب
لنقصها عليك مأساوية
اتصل بنا أيها الملك
لنعرضها و هي مغامرة شيقة
اتصل أيها الزوج
ستجدها مفككة و مضاءة
أيها الجندي
ستجدها فاتحة خير على
البلاد
إنها حكاية واحدة
لكن الأمل في خيبة الأمل
لن نهب الذين عاشوا الحب
ثقتنا سهواً
لأن من قرروا أن يحبوا
الآن
هم الذين سيتصلون !
♤
ماضيةٌ في مزاجك ذاته
لا تتراجعين كأنك تعرفتِ
على جهة واحدة
تمشين إلى الأمام
بإستمرار طفولي
و عندما لا تجدينني تواصلين
المشي و إن بسرعة أقل
كأنك عرفت
إن أي رجل فظيع مثلي
لا يمكن أن يتخفى في الخلف!
♤
رفعتُ الستارة و ما زلتُ
أنتظر
كطفل متعطش
للنور.
وراء الستارة ستارة ثانية
و في النور حكمة اليوم
لكنها ليست حكمة الغد
و إن واصلنا
رفع الستائر واحدة تلو
الأخرى
و اختبار الأنوار
شيئاً فشيئاً
فلن يظل من اللغة غير
الصور العالقة نفسها :
على الممثل أن يغمض عينيه
لنفهم أنه مات من أجل
الدور
و عليه أن يغمض عيناً
واحدة
لنفهم أنه مات فعلا !