-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

الضياع والفقد




الفيلسوفة الفرنسية پاسكال سييز

ترجمة أمل البحرة 


يحدث أن نفقد خاتَماً أو قِرطاً أو مفاتيحنا، لكننا في غَمرة الذُعرِ الذي ينتابنا، لا نعرف هل نتوجه إلى مكاتب الأشياء المفقودة؟ أو الأشياء التي تَمّ العثور عليها. ذلك أن قانوناً غير مكتوب يقول إن الشيء الذي نفقده يعثر عليه شخص آخر.
ويحدث أيضاً أن نفقد شيئاً أو نضل أحياناً،فنعثر نحن على ذواتنا.
نحن  نفقد فعلياً صبرنا وأعصابنا ونغضب ونثور أثناء البحث، نمضي وقتاً مهماً ونحن نفتش في سلة المهملات ونفلِبَ حقيبتنا اليدوية ونفتش أيضاً بين الأشياء التي نحتفظ بها للذكرى وبين كنزاتنا.

للوهلة الأولى، فإن الأشياء التي نفقدها تخلق فعلياً ، فجوة عميقة  تجعلنا نضيع فيها بأنفسنا .
هناك احتمال آخر يجعلنا نعد أن مافقدناه ماهو إلا إشارة أو وخزةللتذكير.
يمكننا حقاً أن نعد فقدان خاتم أو قرط أو مفاتيحنا أو عملنا أو حُب على أنه استعارة أو إشارة تبين  لنا أنه علينا أن نتقبل خسارتنا كما في لعبة القمار ، أن نصرف النقود ونخسرها، ذلك أن حياتنا بكاملها ليست سوى انتزاع ملكية قهري .

انطلاقاً مما سبق ذكره ، علينا أن نحرص على وقتنا بالقدر المعقول ، إنه الذي أطلقت عليه مارغريت يورسينار- - Marguerite Youcenar  تسمية " النحّات العظيم ".

أخرج ستيڤن سپيلبرغ في 1981 فيلمَ" مغامروالصندوق  المفقود، جاعلاً من المسألة قضية مهمة، لأن الشيء المفقود ليس أقل من " خاتَم ".

من يعرف انحياز سبييلبرغ لن تدهشه محاولته إغراق السمكة في مسرح أحداث فسيح يبدأ بأدغال  Pérou  في جنوب أمريكا مروراً بواشنطن و إحدى خمارات التيبت لينتهي في مصر الفرعونية برصيعة رع التي زعم سبييلبرغ أنها الخطوة الأولى على درب الوصول إلى" صندوق العهد"   الذي حفظ فيه موسى الوصايا العشر.

هذه الرصيعة ذات القدرات التي لا يمكن تصورها، والتي سعى هتلر من أجل الحصول عليها.. المترجمة .
بعد ثلاث سنوات من الفيلم، كتبَ الروائي البلجيكي    " Pierre Mertens " خُسران "وهي رواية تدور  حوادثها على خلفية من الهوى و الهيام، في أجواء جنوب فرانسا الشرقي.
كتبَ بمعنىً ما : " نحن لا نستعيد الشخص الذي بدأنا نفقده ، لكن بوسعنا لقاء الآخر الذي يختبيء خلفه ".

يبدو أن  شارل ديغول  -Charles  de Gaulle  كي يوطن نفسه على فكرة الخسارة التي بدأ يشعر بها، يقوم بعادة منتظمة تتكرر كل عام.
كان الرئيس يعد الشيخوخة كالغرق والزوال ، وقد انتحل هذه الصورة من شاتو بريان - Chateaubriand
كي يتأقلم ويعتاد على كل الذي لايستطيع المرء الهروب منه: فهو يفقد سنوات من عمره لن تعود، يضيع خلالها بريقه ويفقد صحته،
لذا فإن شارل ديغول مُذ بلوغه سن الأربعين ، كان يتدرب رمزياً على الموت، عند كل احتفال بعيد مولده  سنوياً، وذلك بأن يتخلى عن شيء كان تعلقه به شديداً،
كان رجل السلطة،رئيس الدولة، يُخضِع الاستعارة تلك كي يتعلم ويتمكن من عدم التعلق،ويتدرب كذلك في كل سنة أن يُحرِزَ تقدماً في  تقبل الفقدان بشكل أفضل وجيد.
وفي هذا الاتجاه أيضاً ، كانت اقتناعات شخصية سياسية أخرى مثل: نلسن مانديللا  --Nelson Mandelaحيث فقد  أسوأ شيء يمكن أن يفقده إنسان ألا وهي- حريته - ومع ذلك فلقد صرح مزهواً :
«أنا لا أفقد أبداً . إما أن أربح وإما أن أتعلم »

وأنتم ماهو رأيكم ؟

تعديل المشاركة Reactions:
الضياع والفقد

can

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة