recent
جديدنا

وطني بلا سكر

الصفحة الرئيسية

تسنيم حومد سلطان



كبرت..
لأكتشف أن مادة الوطنية
التي رافقتني طيلةَ سبعِ سنوات من حياتي
لن تُنضِجَ لي خبزاً ..

وكلُّ الشعاراتِ التي حفظتها .. رددتها .. علقتها ..
لم تبني لي بيتاً ..

وأن الجغرافية التي رسمتُ فيها
الأنهار والسدود
لن تجلب الماء لخزانيَ الذي أكله الصدأ،
ولن تدفع عني فاتورة الماء المتراكمة ..

وأن الثعلبَ المكّار ملاكٌ يكتبُ الأخبار
يوزّعُ الدم العربي بكل استهتار ..
وتاريخُ أجدادنا كقميصِ يوسف قد تمزّق

وأن الحدود ما جُعلت إلا
لتعلمنا التفرقة بين الأرواح قبل الأجساد ..

كبرت ..
لأدرك أنني في وطنٍ
كلما رأى أحداً يرفعُ رأسه للأعلى، قُطعت رقبته ..

وأن كلام معلمتي كان كذباً
حينما قالت: بأننا في وطنٍ فيه الجار قبل الدار،
منذ أن شممت رائحة اللحم المشوي في بيت جارتنا ونمت جائعة ..

وكذبها حينما قالت: أن القوة العظمى تكمن في يد الإجماع،
والضعف كل الضعف في المفرد،
بعد أن تركني الوطن عند قارعة الطريق بيدٍ واحدةٍ ونام،
وأمرني أن أصفق له ...

كبرت..
لأكتبَ هذه الكلمات
فَتُقلبُ ضدّيَ الشكوى
تُقيدني
تسبُّ أبي
تسبُّ أمي
تحوّلني إلى التحقيق
لأكون..
مستودعَ أفكارٍ مستوردة..


google-playkhamsatmostaqltradent