سهام عمر / ألمانيا
– 1 –
أن تُحبّك امرأة مثلي هذا يعني أن تشرين سيقبض روح العام
وأن أنفاسك ستسقط كلها في حجري
فيرصدونني خدعة صفراء.
– 2 –
أن تحاول مثلي أن تقع فيك حدّ جدائلها وهي بالكاد تُدرك
أن هذا الحلم رجل يستثمر شعر النساء ليكثّف به شِعره
ويمنح اللّيل أوراقه
و رغم ذاك سأحُبك مثلها.
– 3 –
ستحبك نسوة المدينة ويبدأن بتقطيع أصابعهن وهنّ يحاولن كتابة رسالة تعيسة إليك
ستنقطع أنفاسهن وهن يركضن في سطر طويل يثرثرن فيه
أحبك
أحبك
أحبك
أحبك...
أعرفك رجلاً ملولاً كتشرين.
– 4 –
تخيل... وسأحبك ليس لأجلي
بل لينسى الأطفال صراعات النفط في حبرك
ويغلقون مجدداً قبور الياسمين وتهدأ حرائق سوريا لتلتهب في صدري
فالحب ماهر في حرق ذاكرة الجروح
ولهذا ستهرب الفراشات وتحوم حولك
وبكل رفق ستنام فزاعة الحقل دون أن يفزعها أحد.
– 5 –
سأحبك
وحينها
سيصمت الراديو
ويكون الدم فقط نبأ عاجلاً على شرائط شعري
وتنام البراميل المتفجرة في صدري
وسنرى معاً لأول مرة ساقا المذيعة
وهي تذيع أخباراً دافئة
عن ذاك الطفل الذي نام وظنوا أنه ميت
نام في حكايتنا.
– 6 –
سأحبك
وتبدأ بتقبيلي كثيراً حتى تنمو في فمي وردة
وعلى صدرك نورس
ويصبحان عاشقان.
– 7 –
وفي اللحظة التي ستلاحظ فيها أنني أحببتك
سأنكر
وأهرب
وأرتجف
وأخبرك أنك تهلوس...
وأحدثك مجدداً عن هيروشيما
وحروب الفيتنام
وعن الصليبي الذي نسي اسمه في بغداد
وعن الكردي الذي لم يعثروا على حبيبته بعد
فبقيت جثته تبتسم للبنفسج
وعن طول المسافة بين قامشلو ودرباسية
وأن كل ما سبق خرافة
فأنا امرأة بقلب مرن يسبقني دوماً إلى مشهد الحب
لن أمثّل معك...