-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

أسمال ممزّقة لحبّ حديث الولادة



جان بابيير / خاص سبا

 

في هذه البلاد التالفة لن تجدي مَن يحبك بقدر البيادق المتمرسة على رقعة قلبي، تتزاحم على وزير الوحدة وتحاصره في زاوية الـ (يــك)، ليجتمع قلبي معك في تلك الخانة قاتلاً وقتيلاً، أمّا ملك الفراق تداهمه تحت مرابع ذئاب الشوق وتعلن العواء الذي ما بعده عواء، أعلم ستقولين: «ما الذي جمع بين الفراق والبيادق وحشر مجاز الذئاب؟»، فليكن.

في هذه الليلة أحمل شعلة قلبي لأحرق بها حصاد الصباح الأصفر، وأجمع الأيام واحدة فوق الأخرى وأحرقها بأسمال حبي القديم، الذي تجدّد من صهيل هذا المساء، أقيم على نارها وليمة لقلبي الجائع قرناً وحولين، هذه أيضاً من شطحات الكتّاب، أريد أن أشطح كصوفيّ في حبه وأرسل لك نسخة من وحدتي التي دوّنت بدموع المعتزلة، لأدع المتصوفة في عزلتهم التي تخلو من البراءة.

كثر التصوف وقلّ عشاق الزهد في هذا العطب, كتلك البلاد التي تلوك بين أسنانها سنواتها التالفة، لتدشّن الخراب.

دعينا من المتصوفة, لنودعهم عل باب جملة لا تليق بنا أكثر من رمي حب زبيب المعنى يومياً في حنجرة المعنى، لأكون درويشاً, فالدراويش لا يأكلون في إناء أحد ولا يمنحون إناء قلوبهم إلا لواحد أحد, فأنتِ الأحد الذي تركت في قلبي قبراً مفتوحاً!

يا خليقة الشمس والضوء، يا بقايا المجد الأنيق, ككذبة رشيقة تمرّين من خلال تجاويف عقلي الضيق، هل بالفراق تفتح طرق المجد في الحب؟ جسدي متعب كطفل يتيم يبكي رغيف جوع طال في فرن الهيام، كم سيمتد كل هذا الهلاك فينا؟ قد أصبحنا حطباً لوهم النار، وخلفك ألهثُ بكِ وأنا أعبرني إليكِ، يا لهذه الأوقات التي تعبر الشوارع دون إشارات توقف القلب، المدينة أنا أنتِ كلنا, نعاني الخواء وأي شيء ينجّينا من رائحة العوز؟ سوف أنسى هنا الشطرنج وأترك الملك بين أنياب الجوع والعواء, أركض إلى ضفافي الخالية منكِ أجففُني من البلل دون أن أعبر الماء، خائف من الوحدة، لكني مضطر سيدتي أهرب إليها، فأنا لست خبيراً وقد أجهل قواعد اللعبة، وإلّا كيف سأمنح ملك الشطرنج أسمال بالية، مثلاً أنا متخم بالملح ولم أغرق في بحر اصطادتني شواطئه كسمكة نافقة، أنا مهزوم في معركة لم أخضها، أنا متهم بالحب مع أنّي إلّا حولين طفل لم يتعلم الفطام منك، لم أعش كل هذا الشغف، كلها تهم باطلة تلتصق بي كعلكة ذائبة تحت قيظ الزيف، لأعطيكِ من وقتي كل ما بقي مني في اللعبة، اللعنة على خطة نابليون وعلى ذكاء كاسباروف، فجأة شُلّت اللعبة من الحركة الأولى, غلبتني أنا.

شارع، شارعان، عشرون مدينة من الخيبة طاردتني، لم أقدر أن أقسو أكثر على  صدري الفارغ منك، وظهري الممتلئ بعينيك اللتين تحدّقان في الوداع، سوء إدارة اللعبة – الحب – أعاني سكرة الانتصار الواهم على ذاتي، فكل شيء فيّ يطلبك وبشدة، وأضغط على خاصرتي المفتوحة بك جرحاً أكبر من فم أفعى ظهيرة ملتهبة،  بعدك لا أحد يخاصرني.

وأعاني سوء تقدير آخر، ما هي كمية الألم التي يمكنني تحملها؟ كيف يكون الطقس في الغد مشمساً بمكاشفات اللقاء أم غائماً وطرقه سالكة بصعوبة بسبب تراكم الثلوج وانزلاقات الغايات؟ هل ستخذلني مومس عقلي؟ غريب أمري، حالة الطقس، وشوارع الحنين تتربّص بي، ملابس مترهلة لا تليق بقامة السلطان، أقصد الملك، اقصد داعرة عقلي التي أفسدتني كتفاحة يتغلّل فيها سوء العفن، أفسدت عقلي تلك الداعرة، لن أتراجع عن قيامتك في داخلي, فقط أشرب من كأس قلبي ماءك وأحدّق في الفراغ وعودة الغائبين, أحصي الدرب وخطواتك عن ظهر قلب وهناك حيث هم سيدتي لا يحدّقون إلى أبعد من ما بين فخذيك حيثما كنتِ أنا هناك.

 


تعديل المشاركة Reactions:
أسمال ممزّقة لحبّ حديث الولادة

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة