أحمد إسماعيل إسماعيل
مرة أخرى، قبضتْ يد قوية على عقب مكنسة كانت مركونة في زاوية البيت بالقرب من حاوية المهملات، وراحت تدفع بها في كل الاتجاهات التي انتشرت فيها الأوساخ المتراكمة بعد حفلة عشاء كبيرة، سرت رعدة في كل مفاصل المكنسة، وأحست بالسرور والفخر، وأخذت تكنس بحماس شديد كل ما تصادفه أمامها حتى أصغر الأوساخ وأكثرها قذارة غير مبالية بما يحدث لأعوادها الرقيقة من تكسر، وبما يعلق بها من أوساخ وغبار.
جمع صاحب اليد الأوساخ التي كنسها ورماها في الحاوية، ثم عدل قامته وتأمل نظافة المكان بسرور ورضا، وسرت تلك الأحاسيس في المكنسة أيضاً، وامتلأت بالفخر وهي تلهث مثل صاحب اليد التي أمسكت بها.
غير أن ذلك لم يدمْ طويلاً، بل انقلب إلى خيبة وهي تجد نفسها تركن هذه المرة أيضاً، في المكان ذاته، بجانب الحاوية التي امتلأت بالأوساخ التي كنستها.