-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

غياب الوعي في هياج التكنولوجيا

 

كلمة هيئة التحرير

 

إن اللعب على كلّ الأوتارِ الحسّاسة منها، والمَمنوعة، والمُثيرة للجدل التي لا تقبلُ الحلَّ أيضاً تعتبر طريقة مهزلية جديدة من نوعها، وربما معاصرة، يتبعها الجيل الشبابي «الفيسبوكيّ» في هذا العصر الجديد «عصر الفيسبوك والانستغرام وتيك توك...».

 

قد نسأل هنا: هل تغيّر الوقت أم تغيّرت المبادئ والأفكار كما رسمت لها القوّة التي تحاول منذ الأزل أن تجد مثل هذه الفرصة، لتركيع مَن يُركَع ومَن لا يَركع؟! ربّما قد يكون السبب هو غياب دور الشباب المثقف، وهنا لا نشمل الكل، ولكن الأغلبية الساحقة.

 

فالتكنولوجيا أحدثت منذ بدايات ظهورها ثورات وانتفاضات عكسية محاربة للتطوّر والتحديث في مجتمعاتنا, فكانت نتيجتها إدخال هذا الدواء والداء في الوقت نفسه إلى أنماط حياتنا المتنوعة بشكل غير منظّم، فبذلك تمتلكها الطبقة اللامبالية واللاأخلاقية منها، واستخدامها بطرق تؤذي المجتمع والدين والفكر والسياسة، وتؤدّي إلى انقسام المجتمع إلى طرفين متصارعين، والبدء بحالات الشرخ والتوتر, وفي هذه الحالة يلعب المستعمر الأزلي الذي لم يتركنا نعيش في جهلنا يوماً بزرع جواسيسه في داخلنا.

 

أما الطبقة المثقّفة من شبابنا فحولت التكنولوجيا إلى عبد لشيطان البرمجة, ويحاول رجال الدين التدخّل لوأد هذه الفتنة باقتصاص الفئة المتطوّرة, وإلغاء كلّ ما يتعلّق بهذا الأمر, فيبدأُ المجتمع بالتدهور ما بين مؤيّد ومناصر!

اليوم نحن نواجه أخطر الأمراض – الجوائح شراسة، ويجب استئصالها من المجتمع ثانياً والفرد أولاً، وليسَ استئصال أنفسنا منها, فشبابنا رغم الاستخدام السلبي للانترنت فقد أثبت قدرته على تنفّس نسمات الحرّية من جانب، وسماع صوته للآخرين من جانب آخر، وعلى مواكبة التطور التكنولوجي والتفاعل معها، وفي بعض الأحيان التغلّب عليها.

 


فالانترنت جاء كحركة ارتجاعية، أو كَرَدّ فعل عنيف للواقع الاجتماعي الذي فرضته تكنولوجيا الاتصال، بتوفير وسائل نشر بديلة تتمتّع بدرجة عالية من الحرّية وسهولة الاستخدام وانخفاض الكلفة، وذلك للتخلّص من سيطرة النخب الإعلامية على وسائل الإعلام التقليدية في المجتمع، وغياب المصداقية فيها. والجانب السلبي هو الاتجار بالأسرار الدينية والسياسية والخصوصية الشخصية (التشهير أو القذف) مقابل الحصول على بعض الإعجابات أو الردود والتعليقات.

 

أولى التحوّلات في شخصية الفرد هي التعامل بوجهين، الذي ينشأُ منه الكذب، وسلطة الإغواء، وأيضاً تفرّد القلب بالمشاعر، وغياب دور العقل كلياً, والتفاني الأعمى من أجل الغريزة, والشعور بالملل بسبب قضاء طيلة الوقت في التعامل من خلال الموقع مع الآخرين، مما يجعل الإنسان أكثر قلقاً لأنّه يعيش مشكلاتهم.

 

لذلك فإنّ تدريس التكنولوجيا المعلوماتية بشكل أكاديمي إيجابي يتماشى مع معطيات الواقع والدين والأخلاق والتربية والثقافة، وأيضاً من خلال المراقبة من الدولة والأهل مع ترك الأفق مفتوحة للإبداع، وإقامة ندوات تأهيلية، أو عن طريق دورات التوعية  عبرَ الإعلام المرئي والمسموع للتعرّف على هذا المرض، والإدراك بأنّ الجيل الجديد يُعاقب ويُمارس ضدّه أبشع أنواع الجرائم الفكرية والنفسية.

 

تعديل المشاركة Reactions:
غياب الوعي في هياج التكنولوجيا

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة