إيمان أحمد
استيقظْ من ثباتك الأزلي، وأدرِك واجعل إيمانك بالله مطلقاً حتى ولو كان متأخراً.
إن ممرات الحياة ليست واسعة لتنفذ جميع أحلام يقظتنا من خلالها، وليست ممراً حتمياً للسعادة، الإمبريالية تكون للقدر، والاعتداء النفسي دوماً يكون على الفكر.
ضغينة الحياة تكون على الساعات المهدورة في سبيل الخيبات، تزحف الأيام بملامحها المضطربة على وجوه التائهين بمستنقع الصبابة (يهيمون في كل وادٍ مثخنين بالندوب والخدوش التي خلفتها مخالب الفقد والخذلان).
ماذا لو قالوا: لقد صنعنا النسيان احتياطاً لأمثالكم؟
كيف سيجزم الأمر؟ وماذا عن تهشم الفؤاد من ثقل طيّ ورقة النسيان في كتاب العمر؟
إنّ خفايا النفس لا ترى، لذلك كن مرشداً لنفسك في دهاليز التجارب.
كنتُ دائماً أقول لماذا لا نمتلك بعض ميزات النسور؟! فالنسر حينما يهرم يَثقل ريشه ويضعف منقاره، هنا يأخذ قراراً صارماً تجاه نفسه؛ يبدأ بكسر منقاره من خلال الضرب بصخرة قوية، لأنه لم يعد قادراً على الافتراس ويشرع بنتف ريشه لأنه لم يعد يساعده على الطيران، يتكبّد كل هذه الآلام حتى يبدأ المنقار والريش بالنمو مجدداً، لينقذ حياته وليمضي قدماً من جديد، لذلك أقول: أيا ليتنا نمتلك القدرة على وأد المشاعر التي تستنزفنا كقدرة النسور على نتف ما فني منها، تموت الأشياء التي لم تعد تنفع لدفع المرء للاستمرارية وزرع شعور اللامبالاة بالآلام، بالمقابل لتحيا من جديد (يتقصّى الموضع بين أروقة ميتافيزيقية الفكر).