صالح حبش
خرجت قبل نهاية الدوام بخمس دقائق، متأبطاً ذراع مظلتي التي نتبادل أنا وإياها كرهاً واضحاً، كرهي لها تجسد في إهمالي لمكان تعليقها، وكرهها لي كمنَ في عصيانها لأوامري بالتظليل. بدأت أمشي بخطى سريعة، هاربة من هواجس الأحلام المغتالة. بدأت تمطر. توسلت إلى مظلتي ألاّ تخذلني هذه المرة، فاستجابت. شكرتها بخبث. فجأة، التصقت بي فتاة خانتها مظلتها، وبدأت أطير، عندما لامس كتفها كتفي. رمقتها بنظرات حالمة. لم أنبس ببنت شفة. دعوتها إلى شرب فنجان من الشاي، فقبلت.
هذا ما سردْتُه لابني، عندما سألني:
- كيف تعرفت على أمي؟