هيفي قجو
لا أعرف بدقةٍ، من أين انهالت الضربة الخاطفة على رأسي؟
فجأة اختفى دفتري من على مقعدي، ليفاجئني أستاذ مادة التربية القومية:
- قجو... خلينا نحكي برا!
بخطى مذعورة سرتُ خلفه وإشارات الاستفهام تحاصرُ ذهني:
- غداً تأتين بوليّ أمرك! كيف تشبّهين الأب القائد، الأب الضرورة بالحرباء؟!
- حرباء – تساءلتُ – أي حرباء أستاذ؟
- لا تتصنعي دور البلهاء، انظري إلى دفترك!
- من فضلك دقّق النظر أستاذ...إنها (الحياة جميلة) وليس الحرباء.
في الحقيقةِ تذكرتُ أنني كتبتُ سهواً أو ربما للهروب من لفحةِ مللٍ عابرةٍ عبارة “الحياة جميلة” فجاءت لتغطي صورة “القائد ــ الضرورة”.
في صبيحة اليوم التالي رافقني والدي، حيث أخبرته الإدارة أنني في مأزق! لكن وردة أمل انبثقت في تلك اللحظة ــ ونحن في الإدارة ــ فجأة ظهرت صديقتي “خلات” ومعها دليل براءتي، كانت قد جمعت مزق الغلاف وألصقتها ببعضها بعضاً وقدّمتها للإدارة؛ فأنقذتني من تهمةٍ باطلةٍ، كان ثمنها أقله الطرد من المدرسة ! إنه زمن البعث المقيت ولمّا يزل!