لقمان محمود / السويد
رعبٌ
يدفع القلوب إلى المجهول
إذ
لم يعد أحدٌ ينتظر شيئاً
طالما
حصل كل شيء.
أنظرُ
إلى السماء السوداء
لا
أرى سوى نشوة الرايات.
رعبٌ
يجعل الموتى يعزفون على أبواقٍ وهمية
كي
يتحرر الموت من ثقل الأرض.
إنْ
قرّرتَ الذهاب إلى الشمال
لا
تحمل معكَ قلبك
إتركهُ
يُمارس وظيفته في جسد الأشياء الهالكة.
و
إن قررتَ الذهاب إلى الجنوب
لا
تحمل معكَ روحك
اتركها
معصوبة العينين، قبل أن تختفي عن أنظارها
إلى
الأبد.
أما
إذا قررت الذهاب إلى الشرق
فلا
تحمل معكَ دمك
اتركه
مذبوحاً يبكي الجسد.
و
إذا قررت الذهاب إلى الغرب
لا
تحمل معك جسدك
إتركه
على سجيته يجري كنهرٍ، لا كبيحيرةٍ
في
كمين.
لا
شيء يُفيد هنا
سوى
إلحاح الرياح
وبعد
معركة طويلة ينتصر العدم.
هنا،
عمر الغابة لا يقاس بالأشجار.
هنا،
البحر ميت، والقوارب مقتولة.
هنا،
الفقر عدّاءٌ، يركض ولا يصل.
هنا،
الموتى يمشون دون أن تترك أقدامهم أثراً.
وهنا،
الضجيج أبيضٌ
يخدع
الأمل فقط.
يا
آلاف الأعوام اليائسة
إنّ
الجريمة القديمة التي لم تبصر الضوء
مشت
إلى آخر العتمة
مشت
كمن لا يعرف الموت أبداً.
الجدران
في كل مكان
والحرية
محاطة بأسلاكٍ شائكة
[هنا،
ضيّعتُ
حياتي]
يقول
الضوء البعيد
ويلتمع
فوق الأحلام.
يا
للظلام الرحيم
دائماً
يحتفظ بمظاهر الثراء
ودائماً
يوصف بأنه نباتي.
فاليوم،
في عصر الخوف من المستقبل
يبدو
من بعيد، كل شيء متساوياً.