هيقي قجو
رصاصة طائشة !!
كان جلّ تفكيرها منصباً على ذلك الكائن الموجود في رحمها الذي لا ينفكّ يركل بدأبٍ بطنها في مثل هذه الأوقات، قد آن أوان رواية حكاية جديدة، سارعت بإكمال عملها وجلست في ذلك الرّكن المطلّ على الشّارع وأغلقت عينيها وبدأت بمخاطبة جنينها الذي أمسى هادئاً وكأنه يستعدّ لسماع الحكاية، وبينما هي تمسّد بطنها وتهم برواية القصة، جاءت رصاصة طائشة من الخارج لتخترق جسدها الغض الذي تكوّم على نفسه، ظناً منه أنه بذلك سيحمي الجنين، لكن الرّصاصة لم تكتفِ بجسد الأمّ بل عبرته لتنال من الجنين المتشوّق لسماع صوت أمه. إنّه الإنسان الذي يصدر كلّ هذا الضجيج والموت.
الموت الفائز
يلاحق ظلال الناس المبعثرة هنا وهناك، متيم بالأجساد الندية القابعة في أقبية السجون وعلى قارعات الطرق، شره، فاغر الفم يحصد عبق الظلال الواهنة، لا يهدأ ولا يستكين، الدم القاني يثيره. لا فسحة ضوء تؤرق طقوسه، يجتاح مفاصل الأمكنة عزلة عزلة. ويرفع نخب الحبور عالياً في مفترقات العتمة.
منتش باستلاب الأحلام ليلة دفن الوطن..!!!
جثة مسجّاة
أنت الآن جثة مسجّاة في تلك الغرفة، ضحية مذنبة في عرف أبيك الذي يهدر كبعير عجوز في فناء الدار: كيف تبلغين عن ابن عمك؟ ابن عمك الذي من دمك! البعير العجوز يعرف تماماً ما الذي اقترفه ابن شقيقه لكن المسائل تُحلُّ ضمن دهاليز العائلة ورجالها هكذا قال...
تقول الحكاية إن “غزالة” رفضت وترفض إغواءات ابن عمّها للإيقاع بها إذ لايتوانى عن نصب الفخاخ لها، سيستغل غياب أهلها عن البيت فيقتحمه، يحاول إغواءها لكنها تمانع فيتحوّل إلى ضبع جائع، يمزّق ثيابها، يغتصبها فينتشي بانتصاره.
مكسورة القلب مغتصَبةً؛ لم تجد “غزالة” سوى الشرطة؛ لتنتقم من ابن عمها الضبع لكنَّ البعير العجوز يثأر لابن أخيه المسجون بطلقةِ مسدسٍ.
“غزالة” جثّة مسجّاة بخرقةٍ هناك !!