-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

 



صالح حبش

 

صِبْيةٌ يتبادلون المعاول، قبرٌ عصيٌّ على الحفر، أرضٌ تأبى التلذذ بأنين أحلام الجسد. سَألَ أحدُهم عن أسباب تأخر الدفن، ودون أن يكترث بالجواب تابع حديثه مع زميله: جاءني اتصال من صديق، رفضت المكالمة، محاولاً - قدر الإمكان - أن أُحَمِّلَ الأثير حزني المصطنع. اتصلتْ صديقةٌ، رددتُ عليها بتودّدٍ. رجلٌ أخطأ قبرَ والده، وراح يقرأ على روحه الفاتحة بخشوع. فجأة، شعرتُ بنعاسٍ قاتل. انتابتني رغبة جنونية بالصراخ. بدأت ألوح بيدي محاولاً قتل أشباح الذاكرة، لا يراني أحد. لا يسمعني أحد. وجهي ممرغ بالتراب. يا إلهي! أنا الميت!


 الوطن 

 

على بعد خطوتين من الإشارة الكائنة قبل جسر المشاة، شبان ثلاثة يجلسون على حافة الرصيف، أحدهم كان يحمل عكازاً، قال لرفاقه:

"لن تكفينا النقود لشراء الموالح!"

رد أصغرهم:

"سنشرب العرق سكّاً".

قهقه الثلاثة بصوت خافت وحزين.

على بعد ثماني عشرة خطوة كانت هناك فتاة تتحدث عبر سماعة الهاتف، وتردد: "أنا أيضاً!"

ابتسمت قليلاً وأردفت كثيراً.

بعدها بسبع وعشرين خطوة كان هناك شاب يفاوض امرأة على ثمن الليلة، هي تقول: إنّها لن تقبل بمبلغ أقل، لأنّ أطفالها جياع، هو ردّد أكثر من مرة: إنّه لا يستطيع دفع مبلغ أكبر، لأنّه عسكريّ؛ المشكلة إنّ كلّ ما كانت تطلبه لقاء جسدها لليلة كاملة لم يكن يتعدّى ثمن ربطة خبز.



تعديل المشاركة Reactions:

Şan

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة