ترجمة حنين الصايغ
– 1 –
الفتى الأول الذي قبّلني
ضغط كتفي إلى الأسفل
كمقود الدراجة الأولى
التي ركبها...
كنت في الخامسة من عمري
لقد كانت تفوح من شفتيه
رائحة جوع
والتي ورثها عن أبيه
الذي كان يفترس أمّه عند الرابعة فجراً.
لقد كان الفتى الأول الذي علّمني
أن جسدي هو للتقدمة
لأولئك الذين يريدونه
وأن عليّ أن أشعر بأني أيّ شيء
إلا كاملة!
يا الله!
كم شعرت بأني فارغة
فارغة كفراغ أمّه
عند الرابعة وخمس وعشرين دقيقة فجراً!
– 2 –
لقد كنتَ خائفاً من صوتي
فقرّرْتُ أن أخافه أنا أيضاً.
– 3 –
الأشخاص يرحلون
ولكن الطريقة
التي ذهبوا بها
تبقى دائماً.
– 4 –
تخبرُني
أني لسْتُ كالأخريات
وتعلّمْتَ أن تقبّلني بعينين مغمضتين
هناك شيء ما في تلك العبارة
شيء ما عن ضرورةِ أن أكون مختلفة عن نساء
هنّ أخواتي من أجل أن تريدني شيئاً
يجعلُني أرغب في بصقِ لسانك
وكأنّ عليّ أن أفتخرَ لأنك اخترْتَني
وكأنّ عليّ أن أشعر بالارتياح لأني أفضلُ منهنّ!
حنين الصايع (شاعرة لبنانية) |