-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

زارا


سمير القضاة

 

الوقتُ

يبدو كالنهار،

وإن أدرْتَ الظهرَ للشمس الخجولةِ،

يفتحُ الليلُ النوافذَ،

كي يقولَ بإنه متأهّبٌ...

وبناتُهُ يكشفْنَ عن سيقانهنَّ،

وهنَّ يكنسْنَ الغبارَ،

قُبيْلَ أن يفِدَ الضيوفُ،

العازمون على السهرْ.

 

المسرحُ المكشوفُ:

سوقٌ تمنعٌ الآتينَ عبرَ المركباتِ من المرور،

فقد تفوتُ على المراقبِ حلوةٌ،

أو أنه لا يعرفُ التركيزَ،

لو مرّتْ بمركبةٍ،

ولم يجزمْ بأن الصدرَ مكشوفٌ له،

أو أن لونَ قميصِها الحنطيِّ أوهمَهُ...

وأحزنَ في عيون الليلِ أمنيةَ البصرْ.

 

السوقُ:

تفسحُ للبنات الوقتَ،

فهي تبيعُ ساعاتِ المساءِ،

لتنتقي تنّورةً...

أما الرجالُ،

فينفقون العمرَ كي يحظو بساقٍ،

لا يغطّيها الرداءُ،

ولا شحوبُ الضوءِ في لون القمرْ.

زارا:

مئاتُ الباحثاتِ عن الطفيفِ من اللباسِ...

رأيْتُهُنَّ وما حفظْتُ وجوههنَّ،

فقد تعبْتُ من الصورْ.

 

كالنمل:

خيطٌ لولبيٌّ دائمُ التكرارِ،

بينَ العرضِ والنظرِ المثيرِ إلى المرايا

وحوارُ حبٍّ فاضحٍ،

بينَ القماشِ،

وبينَ أجسادِ الصبايا

كم كنْتُ أحلمُ أن أكونَ بعوضةً،

لأطيرَ في كلِّ الزوايا

وأذوقَ من عسلِ الضحايا

لو كنْتُ في غرف القياسِ،

مثبّتاً علّاقةً...

لو كنْتُ سروالاً

– ولم أُعجِبْ ولا امرأةً –

وظلَّ الحظُّ يمنحُني،

مواعيدَ السفرْ.

 

 

                                                                       آب، 2008م

من ديوان «عُرْي» – الآن ناشرون وموزّعون (2021م)

تعديل المشاركة Reactions:
زارا

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة