أحمد شكري عثمان
بتجردٍ أسمى من
المعنى الخفي
أرى يديها تكسران
الطوق عن عُنقِ القصيدةِ
كي أملكَ حصّتي من
كُحلها المجهولِ للأزهارِ
أو الخريفَ نصيبهُ من
حزنِ عينيها
وأعطي ما تبقّى من
ظلامِ الليل حصّتهُ الأخيرةَ من سواد خصالها
وأضيع في تفكيك
شيفرةِ لغزها المأهولِ بالأطياف.
لا شيء يمنعُ في
الصباح الغضِّ قامتها النحيلةَ أن تطالَ الشمسَ
أو أن تستعيضَ
بشرنقاتِ حريرها ما لم يؤسّس بعدُ دود القزِّ
أو أن تستعينَ بورد
خدَّيها على نحلِ البراري
كي يهيّأَ من قفيرِ
كرومِها عسلَ الغواية
أو يشيّدَ في الصباحِ
ممالكَ
بقميصها الشفّاف.
في أيّ توقيتٍ تُقلّدُ
بتلةُ الأزهارِ لكْنَتَها
وكمْ فصلاً سيلزمني
لأقنعَ ما تبقَّى من
ورودِ حديقتي أنْ لا تعيرَعطورَها بالاً!
ولكنِّي وقد أقنعتها
انساقَتْ لفطرتها
وراحَتْ بعدها تستافُ من درّاق خديها شذى أبهى
كما يستافُ قعر
النهرِ
أحزانَ الضفاف
وكأنها المعنى
الحقيقيُّ الأخيرُ
لما تجسّدَ من زوالِ أُلوهةِ الأُنثى
وتمكينُ المجازِ لكي
يصيرَ مُجسَّداً في هيئةِ امرأةٍ
وعشتارُ الخصوبةِ
والتقاءُ الله
بالإنسانِ
أو وجهُ الخلاف.
هي شهرزادُ الحُلم
تنحرُ شهرياراتٍ
بنصلِ جمالها
كيما يناموا في
حكاياها
فتفلت مرّة أُخرى
كسائرِ ليلها
من قبضةِ السَّيافْ.