نوجين قدّو
أبحثُ عن وجهٍ
غريبٍ عن هذا العالمِ المتآكلِ
أبحثُ عن لونٍ
فريدٍ
وحكايةٍ لم
تُقرَأْ بعد.
أبحثُ عن كُتبٍ
منسيّةٍ
ومكتبةٍ
مهجورةٍ...
عن قهوةٍ باردةٍ
ونافذةٍ،
جمعَتْ وصايا
العشّاقِ في سِرّها
والكثيرِ من
الذكرياتِ والغبار.
أبحثُ نونِ
النكرةِ؛
لأحاولَ صياغةَ
تعريفٍ يليقُ بوجودِها
عن نونِ
النسيانِ،
لأوبّخَها
وأُقحمَها في
زاويةٍ وحيدةٍ،
تناسبُ قسوتَها.
عن نونِ الحرفِ
في معنى اسمي
عن نونِ
الحياةِ،
حتى تتسّعَ
لمواكبِ دهشتي!
أبحثُ عن بوصلةٍ
تبدّدُ
كرنفالاتِ العمى،
كالطريقِ الذي
يأخذُنا إليه «ساراماغو»
في رائعته
«البصيرة»
كمنازلِ الحبِّ
الروميّةِ
والشمسِ في
ابتهالات التبريزيّ
كلفظةِ «الحبِّ»
في قصائدِ المراهقين.
كالشكِّ في
الوجود،
في الكائنات،
والله...
كالعقل وإرادتِه
في صيحاتِ «نيتشه»
كالقوّةِ التي
ناشدَ بها،
كالبازل،
الذي أعادَ
تركيبَه مئاتِ المرّات،
كما وجهُ الله
كما وجهُ الأنثى
كما وِجهةُ
الحبِّ،
كما الهشيمُ،
عندَما اخترقَ
السماءَ،
حتى صارَ الأفقُ
فضاءً لا آخرَ
له
وصارَ الطيرانُ
حِرفةً،
والأجنحةُ
عباءةً
والطريقُ
الناصعُ حضناً دافئاً وملاذاً...