أسماء عبد الفتاح
كيف أقنعُ قلوبَ صغارِنا أن السكّينَ
التي ترشّحَتْ
لتقطيعِ «كيكةِ» الميلادِ مذنبةْ؟
وأن عليهم حبسَ أنفاسهم من جديدٍ في
محاولةٍ
لرصدِ ذبذباتِ البثّ...
وعليهم الترقّبَ مجدّداً لإضاءةِ
الجدرانِ
وتخمينِ لونِ «الكريما»
التي ستزيّنُ صحونَهم والأحلامْ.
كيفَ أغفرُ لأغنيةٍ صاغَها شاعرٌ
متمرّسٌ على عجلٍ، ولم تكتملْ،
وللوحةٍ يبدو أنها لم تنتَهِ؛
فالمعاركُ قائمةٌ
والريشاتُ تتحضّرْ
والغانمون اليومَ يوارونَ وجوهَهم عن
ظلِّ اللونِ
ويبتسمونَ لنوافذَ مشرّعةٍ بفعلِ فاعل.
متعرّيةٍ من المعنى وتجتاحُها التقوى
رياحاً عابرةً
لا تلبثُ أن تغيبْ...
كيف أصمتُ في لعبةِ «الشرطيّ والحرامي»
عن فرارِ الشرطيّ والحرامي معاً
وأقنعُ الصغارَ أنها مزحة...
وأن تكسيرَ الأسلحةِ ليسَ إلّا خدعةً
وأن تتمّةَ الحكايةِ في الشمالِ المقتولِ
صمتاً.
كيف أطبعُ صورةَ القضبانِ على ثيابِ
الصغارِ
ولا أعترفُ أنها حقيقةٌ وأن شيئاً ما
تبخّرَ في الهواءِ
عندما أرادوا أن يروا الحقيقةَ...
وأن للقاتلِ جناحا ملاكٍ يحلّقُ بهما
فوق رؤوسِ رؤوسنا.
كيف أحكي لهم عن مقابرِ الليرةِ ومجازرِ
النعنعْ
ثم أضحكُ ملءَ الدمعِ لرغيفِ خبزٍ
مطبوعٍ على الأوراقِ
صارَ حلماً يتبخترْ.
كيفَ أسردُ لهم قصّةَ عاشقينِ لا
يتّشحانِ سوى بالسوادِ
حينَ يضيقُ الأفقُ وتنهارُ المعاني...
وأن الحبَّ سينتصرُ
عندما يعرفُ الغفرانُ طريقَ القلبِ
أبداً
وأنهم صغارٌ أكثرَ ممّا يجب
لينصروا القمحَ المنهارَ رجاءً
ويطّهروا خضرةً متراميةً على الينابيعِ
ويحيكوا بدماءِ المقتولينَ حلماً...
حبّاً أكبر.
كيف أقنعكم أن هذا الوجعَ وجعي
وأنني نقطةُ البدايةْ...!!!