– 1 –
منذ نعومة أظافرنا
والسلاسل في أعناقنا
الظلال أمام حوّاسنا
والجلّاد يجلّدنا من ذاتنا
ونحن نضحك..!!
والزمان يتألّم بضحكتنا
الربّ يندم على خَلقنا
ونحن نضحك
في نومنا
وفي وهمنا
ونسكر في قبرنا
ننسى تاريخنا ومجدنا
ننسى رائحة التراب
الذي يجمعنا.
– 2 –
كُلّنا جالسون
ننتظر فجراً جديداً
يصنعه الربّ
ونحن نصلّي، ونصلّي، ونصلّي...
ولكن ماذا تفيد الصلوات الميّتة؟!
ماذا تفيد العطور الميّتة؟!
ماذا يفيد البكاء على الميّت؟!
كُلّنا بؤساء
كُلّنا تعساء
في هذا السرداب
الذي نصنعه لأنفسنا ولأولادنا،
للتاريخ الذي سيمحينا من صفحاته
ونحن نصنع، وندوّن البؤس
ونصفّق بحرارة الجبناء
ولكن ما فائدة الكتابة
في زمن الجلّاد والمجلود
سوى الهرب من لهيب الكلمات
إلى عالم الأحلام البنفسجي؟!
وما نحن إلا ضحايا لبؤس البائس
المهزوم أمام أوراق الإنسانية.
نعم يا قاتلي!
كُلّنا هالكون
جلودنا معفّنة
لذلك يجب أن ندفن
على رصيف كلّ طريق مشرّد
أو نموت
وعلى صدورنا مرسوم نهراً من الدماء
يجب أن نرسم خريطة الوطن
على صدر كلّ عاشق للحرّية.
– 3 –
يا سنونو الأمل
أنا رجل البؤس
من تاريخ البؤساء
فقدْتُ الأمل
على مقاعد أتعبَتْها عظام الكسل
ومررْتُ بالتاريخ
وأضفْتُ ثلاث نقاط،
لمثلّث متوازي الأضلاع
فكنْتُ خجولاً منكم
ومن حبر القلم...
اعذروني
لا تقرؤونا
مزّقوا كتاباتنا
احرقوا مقاعدنا
حطّموا بيوتنا
فنحن قد بعْنا التاريخ
مقابل حبّة قمح
فكنّا تعساء
ولكنكم أنتم الأمل
والهمسة التي ستعيد
تاريخ البشرية
فلا تيئسوا؛
لأنكم سنونو الأمل.