-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

اسـبازيــا



وئام قشوط


تحليل صور الحياة المتغيرة وتفسير إيقاعها الصاخب الحماسي والمأساوي والسوداوي ، في الفلسفة اللغة أداة للولوج بمضامين الظواهر بعيداً عن المنطق أحيانا حتى لا تفقد اللغة شحنتها الانفعالية ولاتهن بها صفة المحسوسية وتقارب حالة لغة العلم وينتهي بها المطاف إلى هيكل عظمي ،الفلسفة كتعبير فني يرتدي لغة الحروف المتناغمة لتترجم فكره وتقارب بين شيء غير ملموس إلى مقاربة للواقع يستند لرموز ومجاز ،جسر بين عالمين بالكثير من الدقة الخاصة وقوة الحكمة الثاقبة . حزمة من الأحاسيس والانفعالات وتـراكم الملاحظات والخبرات التي تجد سبيلها لكل صاحب حدس عـال وأدراك واعي لا يعترف بالفوارق ويؤمن بالتكافـئ الإنساني . الأساطير ترافق الرجل عادة وتبدو اكثر صدقاً وأوفر حظاً ، من حيث قبولها واعتناقها ، فلن تجد فكرة ان سقراط شخصية خيالية وهمية حاول افلاطون اسقاط فلسفته وافكاره على معلمه الخيالي لينجو من تهمة الهرطقه ومخاطر ان تمتلك عقلك وتفكر ، حديث لن يجد عناية احد ، وسيرافق القارئ والباحث الشك حول الفيلسوفة ديوتيما حين اعتبرها البعض امرأة خرافية لاوجود لها . ولكن لاتبدو مجريات الامور مثالية كما نرغب ، فيتجلى الظلم الاجتماعى بسهوه ولهوه ،محلقاً فوق قباب فسيفساء فلسفة كل العصور وشخوصها متجاهلين صفحات الفكر الحر ،اللواتى إنطمرت اسماؤهن وطواهم النسـيان وبتحامل سلبي لعمل المرأة فى النشاط الفلسفى ، وتسفيه لمكانة الفيلسوفة من الناحيتين الإجتماعية والأخلاقية ، فلقد لعبن دوراً مهماً في تطوير الذوق الجمالي في المجتمع الأثيني ، إضافة إلى كونهن شكلن نماذج نسائية مستقلة لعبن دوراً مشهوداً في الحياة والرأي العام الأثيني ، وكانت لهن مساهمات في النمو الإقتصادي للمجتمع وذلك من خلال دفعهن للضرائب. لاحظ الباحث لاحقاً، أن المرأة الفيلسوفة ، قد سجلت حضوراً متقدماً في بدايات تاريخ الفلسفة اليونانية قبل سقراط . فمثلاً كانت الفيلسوفة أرستوكلي معلمة للفيلسوف والرياضي اليوناني فيثاغورث (500580 ق.م) .فيثاغورث الفيلسوف الانسانى المتزن الدى فتح مدارسة لتعليم النساء . اسبازيا ليست سقراطه او افلاطونه وكلاهما لا يؤنث وجمعيهم ضالعون بالتأمل والحكمة ،لذلك كانت اسبازيا ابنة مالطة وسيدة اثينا ذات النفود السياسي الواسع فيما بعد . تعد الجميله اسبازيا رائدة في فن الخطابة غزيرة العطاء معلمة سقراط وافلاطون وبوكليز اولئك العظام الذين نالوا شرف الارتواء من مناهل معرفتها المبحره اللا منتهية وخاصة الخطابة ، راقبت سيدات مجتمعها معطلات الحوار وحرية الفكر ، بين ظلال السحاب قالت بـشجاعتها ليشبه المرء ذاته عليه برحلة بحثية بلا مرساة ،وبذلك لابد من المطالبة بحقوق المرأة. لقد كانت بعيدا عن الحاشية وبصدارة التغيير والانفتاح وحدائق الافكار الحيويه تدعو لتكافؤ الرجل والمرأة وللمساواة وللمشاركة بالبحوث العلمية والمساهمة بالحياة السياسية ،وابراز السمات القيادية للمرأة بعيداً عن العزلة بعيداً عن جدار الريبة . افتتحت مدارس لتعليم البلاغة وفن الخطابة والفلسلفة، ايمانها الراسخ بدعم كل المواهب جعلها لاتعتنق الطـبيقية لترقى بالعامة ، ولتصقل النخبة مهدت لبيئة ومناخ مشجع للانفتاح والارتقاء بالواقع الثقافى فجاء صالونها الأدبي غنى بالشخصيات الموثرة واللامعة من بركليز وسقراط وانكساجوراس وبوربيدس والمبدعين من الفنانين والنحاتين. بالبحث عن اسبازيا نجد الكثير من الاقاويل والتشويه فالجميع دون استثناء استشعر بخطر ذكائها، فقيل بأنها صاحبة ماخور وبائعة هوى ، لحجب انتشارها وتحجيم دورها المؤثر لسمو العقل والحكمة ولارتباطها بـبيريكليس القائد العسكرى لأثينا مما جعلها هدف للكثيرين ، فقد اتهموها بالإلحاد ، وحاكموها أمام ألف وخمسمائة من القضاة الذين اضطروا لتبرئتها بعد ما سمعوا خطبة دفاعها من زوجها الفيلسوف بركليز. تعتبر فى أدبيات النقد ملهمه الحركة الرومنسيه الثائرة على الكلاسيكسيه المحدثه . من افكارها السياسيه الراسخه دعم وتشجيع الابداع والافكار الخلاقة وتمجيدها بجمال تنوعها واحتواء متطلباتها ، كما ترى بان المنصب يتطلب كاريزما وقدرات واقعيه ملموسة قابلة للتطبيق بصبغة التنظير،كما تلخص في نظرتها الفلسفية للسياسة والمجتمع والأخلاق (الحياة عموما)، أن كل الأفراد متساوون أمام القانون، كما أن جميع الفرص متاحة أمام الأفراد من أشهر مقولاتها:" كن محب للجمال دون إسراف والى الحمكة دون ضعف او تماهى والى الحوار السياسي والثقافى الحر" . إن الفيلسوفات لم يكنّ ، أمثال أرستوكلي واسبازيا وثيانو من رواد الحركة الفيثاغورثية او جوليا دومنا و الإسكندارنية هيبايتا أساطير خالده بالطريقة التى تليق بعطائهن ،ولكن لم ينتظرن مقابل نظير فلسفة تقوض قسوة الحياة وتتحايل على مجرياتها الحادة والخطيرة . إن الخلط بين النجاح وخلود الفكر يشوه مسيرة النهوض بثقافة المجتمعات والرقى بالذوق العام . التجروء لأطلاق عنان الطموح بالبحث عن فلسفتك الخاصة هى غاية نبيلة تقوداً بعيداً عن السيطرة والاستسلام والاستعباد بنمط فكرى جاهزة الاستهلاك ،وبعبارة أكثر ايجابية ،أن الوعد بالتميز سهل المنال إذا توافرت الارادة الحره للجميع نساء ورجالا ،بأن يكونوا يريدون لا مايريد منهم الزمان والمكان لنتقدم بالزمن ونبحث عن فلسفتنا بزمن المتغيرات المتسارعة . يحضرني قول للشاعرة "سلفيا بلاث " أحب العيش في الآن، بكل هواجسي ومخاوفي؛ لأنني في الآن لم أنضج بعد. لا تزال حياتي في بواكيرها. إنني قوية، وفي توق لقضية أكرس لها طاقاتي 
."
تعديل المشاركة Reactions:
اسـبازيــا

Şan

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة