محمد سليمان كُلَه خيري
ما عادَ يُسعدني البقاء
لا رفوفَ الذكريات
ولا همس الكَلمات
* * *
ما عَاد يُسعدني
لا زخرفـة العيون
ولا غُصنَ الزيتون
* * *
ما عاد يُسعدني
أيّ شيء..
حتّى أنتِ
* * *
هل للحزن مقامات
لنحزنَ دفعةً واحدة؟
هل للوطن درجات
لنسحقَ ونبيدَ طبقة القيادات؟
* * *
هل للإعجاب كلمات
لنكتب للجمال قصصاً وروايات؟
أبقي بقعةَ دمٍ من عذريتنا
لم ينتهكْهُ الغرباء؟
* * *
أبعدي نظراتك عني،
واسمعي..
اسمعيني ولا تقاطعيني
فقط اسمعيني
يكفينا ما جنيناه
بعدما لبسنا ثوبَ الذلِّ عاراً
وما أصابنا من ندبات
* * *
أسعديني ولو بحبّة زيتون
أخضر
أسود
أحمر
من إحدى مزارع عفرين
هِبي لنجدتي
لم يعدْ يُسعدني البقاء
لا بين الكهوف ولا بين الأودية
أسعديني بقطعة قماش من أبي
بربطة خبزٍ من خبّاز تَركَ مهنتَه
وفلّاحٍ وجدَ البقاءَ في الأرض صعباً
* * *
اقتربي
وانظري
أيحقُّ للمهاجر عمداً قسراً أن يتكلّم؟
أيحقُّ له ذكر الزيتون،
أو جعله نبيذاً يحتسي زيته؟
ضائعٌ أنا
ما عاد يُسعدني البقاء
ما عاد يُسعدني البقاء