الشاعر : مهند دغيم
1
يُحَاْوِرُنِيْ
وحُزْنَاً كُنْتُ أَلْمَحُهُ بِعَيْنَيْهِ
وأَلمَحُ رَجْفَ فِنْجَاْنٍ
كَمَوْجٍ بَيْنَ كَفَّيْهِ
يَفَيْضُ بِحُزْنِهِ حَتَّىْ
رَأيْتُ الدَّمْعَ دُوْنَ بُكَاْءْ
فَهَذَاْ الطَّبْعُ يَسْكُنُنَاْ
نُسَمِّيْهِ بِبَلْدَتِنَاْ
جُذُوْرَ إِبَاْءْ
2
يُحَاْوِرُنِيْ
يَقُوْلُ بِأَنَّنَا صِرْنَاْ بِلَاْ أَرْضٍ بِلَاْ أَهْلٍ
كأجْسَاْدٍ بِدُوْنِ دِمَاْءْ
يَقُوْلُ بِأَنَّنَاْ صِرْنَاْ نَذُوْقُ المَاْءَ أَعْذَبَهُ
فَنَشْعُرُ حَنْظَلَاً فيْ المَاْءْ
يَقُوْلُ بأنَّنَا صِرْنَا بِلا أسْمَاْءْ
فإنَّا دُوْنَمَا وَطَنٍ
كما الأسْمَاكُ دَوْنَ مِيَاْهْ
نَضِيْعُ بهذهِ الدُّنْيَاْ
وفيْ يَدِنَاْ كِتَاْبُ الآهْ
فلا نُبْدِيْ مَآسِيْنَاْ
فلا نُبْدِيْ فلا واللهْ
إذا ما هَدَّنَاْ أَلَمٌ
وَصَاْحَ بجسْمِنَاْ الإعْيَاْءْ
نَصُوْغُ الحُزْنَ أُغْنِيَةً
ونَكْتُبُ مِثْلَمَاْ الشُّعَرَاْءْ
فهذا الطَّبْعُ يَسْكُنُنَا
نُسَمِّيْهِ بِبَلْدَتِنَاْ
جُذُوْرَ إبَاْءْ
3
يُحَاْوِرُنِيْ
يَقُوْلُ بأنَّنَا جِئْنَاْ
وقدْ طَاْفَتْ ببلْدَتِنَاْ
مِيَاْهُ الموْتِ والآهَاْتْ
وصِرْنَاْ وَسْطَ غُرْبَتِنَاْ
نَذُوْقُ العَيْشَ دُوْنَ حَيَاْةْ
نَذُوْقُ تَخَبُّطَ الذِّكْرَىْ
على مَنْ ظَلَّ فيْ خَوْفٍ
على مَنْ مَاْتْ ..... على مَنْ مَاْتْ
صَدِيْقِيْ إِنَّ غُرْبَتَنَا
كجَلَّاْدٍ
يُدْمِيْ ظَهْرَنَاْ عَمْدَاً
ويَأْبَىْ سُوْطُهُ الإفْلَاْتْ
كعاصِفَةٍ تُلَاحِقُنَاْ
وقدْ ضَجَّتْ مَسَاْمِعُنَاْ مِن الأصْوَاْتْ
صَدِيْقِيْ إنَّ غُرْبَتَنَا
كطَبْعِ حَبِيْبَةٍ حَمْقَاْءْ
فلا رَضِيَتْ بِوَاْقِعِنَاْ
ولا رَحَلَتْ مَعَ الأشْيَاْءْ
صَدِيْقِيْ إنَّنَا حَقَّاً
نَعِيْشُ بَلَاْءْ
نَعِيْشُ بَلَاْءْ
ولَكِنَّا بِنَاْ صَبْرٌ عَلَىْ البَلْوَىْ
كأشْجَاْرٍ بِبَرْدِ شِتَاْءْ
فهذا الطَّبْعُ يَسْكُنُنَاْ
نُسَمِّيْهِ بِبَلْدَتِنَاْ
جُذُوْرَ إبَاْءْ
4
يُحَاْوِرُنِيْ
ويَعْزِفُ حُزْنَهُ فَيْضَاً
كقَلْبٍ فَاْضَ بالآهَاْتْ
إذا ما انسَاْبَتْ الكَلِمَاْتْ
ويَحْضُنُ حُزْنَ أَيَّاْمٍ
كحُضْنِ الحُزْنِ للنَّاْيَاْتْ
كضَمِّ الحُزْنِ للنَّاْيَاْتْ
يَقُوْلُ بِأَنَّنَا عِشْنَاْ
بِمَوْطِنِنَاْ بِمَأْسَاْةٍ
وغُرْبَتِنَا بأَضْعَاْفٍ مِن المَأْسَاْةْ
بَأَضْعَاْفٍ وأَضْعَاْفٍ مِن المَأْسَاْةْ
يَقُوْلُ بِأنَّنَا صِرْنَا
كمِثْلِ سَفِيْنَةٍ كُبْرَىْ
وقدَ قُطِعَتْ بِهَاْ المَرْسَاْةْ
فَلَاْ تَرْسُوْ بِمَرْفَئِهَاْ
ولا صُنِعَتْ لَهَاْ مَرْسَاْةْ
يَقُوْلُ بِأَنَّنَا صِرْنَاْ مَعَ الدُّنْيَاْ
كذِئْبٍ وَسْطَ صَحْرَاْءٍ
يَرَىْ ظَبْيَاً فَيَجْرَحهُ
فلا يَسْعَىْ لِيَذْبَحَهُ
ولا يَرْضَىْ لَهُ الإفْلَاْتْ
يَقُوْلُ بِأنَّنَا صِرْنَاْ
بِرَغْمِ الصَّبْرِ فيْ البَلْوَىْ
ورَغْمِ ثَبَاتِنَا الأَقْوَىْ
نُحِسُّ بِأَنَّنَا ضُعَفَاْءْ
ولكِنَّاْ بِنَاْ طَبْعٌ
نُزِيْلُ الضُّعْفَ نَدْفِنُهُ
فَنَظْهَرُ والملُوْكَ سَوَاْءْ
كَحَاْلِ النَّسْرِ مَجْرُوْحَاً
فَيَبْغِيْ القِمَّةَ الشَّمَاْءْ
فهذا الطَّبْعُ يَسْكُنُنَاْ
نُسَمِّيْهِ بِبَلْدَتِنَاْ
جُذُوْرَ إبَاْءْ
5
يُحَاْوِرُنِيْ
عَن الدُّنْيَاْ
ويَرْسِمُ وَجْهَهُ عَمْدَاً
بِضِحْكَاْتٍ
تَضُمُّ مَعَاْلِمَ استِهْزَاْءْ
يَقُوْلُ بَأَنَّهَاْ دَاْءٌ
وقدْ كَثُرَتْ بِنَا الأَدْوَاْء
ولكنَّا بِنَا طَبْعٌ
إذا ما مَسَّنَا مَرَضٌ
نُدَاْوِيْهِ بِذَاْتِ الدَّاْءْ
فما دَاْمَتْ بِهَا صَبْرٌ
على تَشْرِيْدِنَاْ أَشْلَاْءْ
فنَحْنُ الصَّبْرُ يَدْفُعُنَاْ
إلى أنْ نَجْمَعَ الأشْلَاْءْ
فلنْ نَبْقَىْ بِغُرْبَتِنَا
دَوَاْم الدَّهْرِ والأيَّاْمْ
ولنْ تَبْقَىْ بنا الآلاْمْ
فمَوْطِنُنَاْ وإِنْ ضَجَّتْ بِهِ الأَرْجَاْءْ
بِنَزْفِ دِمَاْءْ
بِلَاْدُ سَلَاْمْ
بِلَاْدُ سَلَاْمْ
صَدِيْقِيْ إِنَّ غُرْبَتَنَاْ لَقَاْسِيَةٌ
ولكنَّاْ بِنَا صَبْرٌ علىْ البَلْوَىْ
كَصَبْرِكَ تَرْقَبُ الإيْحَاْءْ
فهذا الطَّبْعُ يَسْكُنُنَاْ
نَسَمِّيْهِ بِبَلْدَتِنَاْ
جُذُوْرَ إبَاْءْ
نُسَمِّيْهِ جُذُوْرَ إبَاْءْ