-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

هلوسات



                                ذ. بوزيان موساوي


عن الفصول الأربعة.. كذبت "كرّاسات مدارسنا" .. و لو صدقت..

تعلما في طفولتنا الأولى: إن "الخريف" ـ كما في ديانات وثنية قديمة ـ فصل الموت الذي منه تنبعث حياة جديدة... تتعرى فيه الطبيعة.. تزفّ نفسها لسلطان "الحرث"... و "الغريس".. و "الزرع"... لكن، الخريف طال.. و أضرب المحراث عن العمل، و صامت البذرة الدّهر... إذ لا غيمة في الأفق فوق أجوائنا... هل هي "لعنة انتماء جغرافي" تلاحقنا؟.. أم "غضب الرّب" كما القصاص نزل على عاد، و ثمود، و إرم، و فرعون..؟.. أم هو "فيتو العم سام" قام بمنع السحاب من التجوال فوق سمائنا؟...
و تعلمنا: إن "الشتاء" رمز "الغيث"... تلبس فيه الأوتاد إزارها الأبيض... و تتزين فيه السهول كما العروس لينمو ما في أحشائها من حب و درر... لكن الثلوج غطت جبالهم، و وصلنا زمهريرها.. و هطلت الأمطار عندهم، و حملنا المظلات بدلا عنهم ليرضوا عنا و يمدوننا بفضلات رغيفهم... و دعونا الرب أن يرحمنا "غيثا" .. قبل أن نركب كلنا، أو بعضنا مراكب "الغوث" الخاصة ب "اللاجئين" من "رمق" حياة إلى "معسكرات" تشبه الموت...
و يقولون: "الشتاء" قادم.. ابتاعوا حطبنا.. تدفؤوا و ناموا.. "فما فاز إلا النّوم"..
و تعلمنا: إن "الربيع" فيه تحلو الحياة... وديان، و شلالات، و اخضرار... و زهر و رمان.. و من كل فاكهة نوعان... و الطير فيه يغرد، و من رحم الليل تشرق الشمس مبتسمة تدفئ القلوب... لكن، بدل كل الورد.. رشقونا ب "الياسمين" وحده.. صبغوه بالدماء.. فمسخت كل وردة ياسمين "لحية"... و سمي "زمن المسخ" ربيعا.. ربيعنا الذي أبدا لم يزهر... كذبتنا الكبرى.. أي ربيع هذا الذي لم يمهد له لا خريف و لا شتاء؟.. أي ربيع هذا الذي يقضى فيه على "نمرود".. ليجلس على عرشه بدله "الطاغوت"؟... أي ربيع هذا الذي جعلنا كلنا في نظر العالم "متهمين" حتى "إشعار آخر"... ما عن هذا الربيع كتبنا و نحن صغارا في "كراسات المدارس" عندنا مواضيع "الانشاء"...
و تعلمنا: إن الصيف موسم "الحصاد".. ماذا سنحصد يا ترى؟.. غير "خيبتنا".. أم أنها، على رأي الحجاج، "رؤوس قد أينعت، و حان قطافها".. نخلد في الصيف للراحة و الاستجمام... ههههه... متى اشتغلنا لننعم بالراحة؟.. متى حرثنا، و زرعنا، و سقينا، لننعم بالغلل؟... نعم.. نعم زرعنا الغّل بيننا، و الخبث و النفاق و الكراهية.. و كما يقول المثل عندهم: "من يزرع الريح، يحصد الزوبعة"... هي الزوابع وحدها تهيمن على أجوائنا في كل الفصول، و الفصل في السنة واحد... لا فصل...
عن الفصول الأربعة.. كذبت "كرّاسات مدارسنا"... و لو صدقت.
تعديل المشاركة Reactions:
هلوسات

canyar

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة