أمينة نزار – المغرب
يحاصرني عتابك الهادئ
فتهاجمني الذكرى
أيام كان الطيف
ينثر الظلّ والعبير...
روحاً تهفهف
في ربوعي
كلّ صباح...
وكلّ آخر نهار...
كان النبض والهمس
والخرير لجدول أشعاري...
كان الثلج في نقائه
والنار بألوانها
حين تجتاحني
فتحرق اليابس
بعد اخضرار...
وتلك النسمة الشفيفة
التي تبعث الحياة
بعد انقضاء
وتعيد الترتيب
بعد دمار...
فعذراً سيدي...
إن اقترفت الصمت
بعد ثرثرة
وإن حل بعد جنوني...
بعد شغفي وشغبي...
تعبي وانهياري...
أعتذر...
عن كلّ حرف لم يصلك
فما عادت لغتي تستوعبك
وما عاد
التقويم الزمني
يكفي لاحتواء
ألمي وعزلتي...
شجوني
وانتظاري...
أعتذر...
عن نبرة صوتي
إذا لم تبلغك المعنى
فالصوت من صراخي بح
والمعنى من ضياعي شح
وما وصلك صورة مصغرة
للألم المقيم
في أوكاري...
أعتذر... وأحتاج
إلى ما "بعد اللغة"
لأعيد صياغة المعنى
وتوضيب أفكاري...
وإلى ساعات ودقائق
ما بعد دورة
الليل والنهار...
أحتاج إلى فصل خامس
أعيش فيه هدوءك
وأعيش فيه تقلباتي
واستعاري...
وإلى سماء ثامنة
يحلق فيها حنيني واشتياقي...
خارج الحدود...
خارج القيود...
خارج الصمت...
وخارج كل مدار..
أحتاج... وأحتاج...
وأعتذر...
فما بداخلي...
فوق اللغة
فوق الفصول
فوق السموات...
وفوق كل الخبايا
وكل الأسرار...