شيرين الحسن / خاص سبا
تتأجّجُ في أعماقي لحظات لا تنسى
مع بزوغ فجرِك تتلاشى الأحلام
فأرى ملائكةَ الجنانِ تقبعُ تحتَ ناظري
كيف لتلك اليد الملساء
أن تفارقَ أحضانَ ذاكرتي الجريحة؟
تقتربين كملاك خائفٍ يخشى أن يفقدَ شيئاً
تهمسين لفراشات الخريفِ قصصاً
لم تروَ...
فتغدو تلك الآثار القديمة قصوراً
تضاهي قصورَ الرحمن في جنانه
أتتْني من جديد ظلماتُ الخوفِ والوحدة
لا أجدُ ما أحتوي به سوى جدران هزيلة
من نسائم طيفك...
أرسمُها كلوحة، وأحتفظُ بها في مخيّلتي
كأضواء في دفاتر العتمة.
ساعديني كي أنهضَ
أقتربَ
أتلمّسَ
نظرةَ الأملِ في عينيك
فتلك النظرة
تبعثُ الحياةَ في نفوس لم تخلقْ بعد
وبريقُها يفتحُ طريقاً يجمعُني بقلبك.
أتذكّرُ كيف كانت ابتسامتك
عندما اقتربتُ منك،
وكأنني أحضرتُ آلهةَ الجمالِ معي؛
ليخضعوا لسلطانك،
ولكنني لم أدرك يوماً سرّ تلك الابتسامة
إلا حين فقدتها
كانت تعني لي الكثير
سأظلُّ أتذكّرُ ابتسامتك
حتى تنتهي آمالي؛
لأنني رأيتُ خلفها معنى السعادة
رأيتُ خلفها أملاً لا ينتهي...
رأيتُ دفئاً عندما أحاطتني
خيوطُ حقيقةٍ باردة...
فأعادتني إلى ربيع جنانك؛
لأتنفّسَ عطرَ الخلودِمن جديد.