قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاصّ «محمد مشّة»

 

هيڤي قجو – ألمانيا / خاص سبا

وردةُ جلّنار:

يَغُوْصانِ في نهر من الحبِّ، يتوهجان في عَتْمةِ الطَّريق، يَسْتَحِيْلانِ في العِنَاق غُصْنين في شجرةٍ مضاءة بأصابعهما؛ رغم كلِّ ذلك فإنَّ العَدَمَ يَسْحَقُهُ بين الحين والآخر، قلقٌ وجوديٌّ ينمو كالعُشْبِ على ضِفَافِ رُوْحهِ، فَتَراهُ لا يثبتُ على حَالٍ كسيلِ ماءٍ ينتهي به الأمر إلى التّوهان في رمالِ قراراتٍ غريبةٍ يتخذُهَا فجأةً.

لكنه يُدْرِكُ في اللحَظةِ الأخيرة أنَّ قلبَهُ وردةُ جلّنار يتألقُ بحروفِ اسمها...!

زنابق برية:

كتبتْ له على بَطِاقَةِ معايدةِ رأس السَّنة الجديدة:

 أمنحُكَ قلبي لكي يكتسي صباحُكَ ألقَ اللازورد، وتلهمُكَ عيناي اخِتلافاً وجَمالاً.

 فهل يمكنُكَ أنْ تؤوّلَ حبي لكَ بحديقةٍ من الزَّنابق البرية...؟!

ردَّ عليها ببطاقةٍ مماثلةٍ:

-         هاتي يدكَ؛ نتعانق مطراً!

معجم الأشواق:

عَلَى ضوءِ نجمةٍ بعيدة، تفتَّحَ الحبُّ بينهما، هي تكتبُهُ ناياً من قصبٍ وهو يكتبُهُا غيوماً ماطرةً، يفيض الحبُّ بهما نهراً وعلى جانبيه تضجُّ الرياحين، قلباهما واحةٌ خضراءُ تشعُّ في ظلالها ترانيمُ العشقِ المقدّسِ، على ضَوْءِ النَّجَمةِ البَعيدةِ تَسْتحيلُ المسافةُ بينهما إلى معجم أشواق.