-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

خيط واهن




جان بابيير / خاص سبا


أريدها ظهيرة مباركة بلا كحول، أريد أن نكتب بحبرنا السرّيّ، أنت أكثر خبرة منّي في السير في دروب اللذّة؛ لأفشل عنك بالكتابة وأنجح بالقبلات لأغادر المسافة ويسكنك روحي كما اتّفقنا، ليكن أحدنا مرآة الآخر نتعرّى فينا دون خجل في أوج الحاجة واجتياح الشهوة، منعنا أنفسنا من الملامسة لنعيش (سادوما زوخيتنا) أن نكتب بلغة بذيئة، قضيت خمس عشرة سنة من يأسي مع تاجين من عمري اللعين مع صورة بلند أرسوي وكتب كافكا ودوستويفسكي، سبعة أعوام كان يضربني، سبعة أعوام نثرت خيالي وحاجتي على السرير، إلى أن رأيت من خلف درفة الباب وجهك الحنطي وعيونك البنيّة استيقظت فيّ مواجع خمسة عشر عاماً، أعيش مع رجل مثلي لا يملك من الرجولة إلاّ إصبع يده الوسطى تعذبت يا سعيد! تألّمت أكثر من الألم، كان يسكر كل يوم مع ذكي موران وأرسوي، ويضع إصبعه في فرجي، وأنا على هذا الغباء والصمت كأنّي كوكب خارج مداره، خرجت روحي من أطرافي وخاصرتي ومع إصبعه كل ليلة، لكن لم أمت من الحماقة والنذالة؛ لأنّ قدري أن أعيش، بكيت أكثر من البكاء، كنتُ أشبك أصابعي بأصابعي قهراً ليلاً، كنتُ أحرس قطعان النجوم في السماء كراعية يقظة دائماً، بكيت زنار وبكيت تاجين والخنثى فيه، بكيت زواجي وآخر شتيمة من أبي لي في ليلة زواجي بامرأة تدعى تاج الدين ، ونزفتُ بلاداً من الحطام، كنت أستحضر كل ليلة زنّار إلى خلوتي، لأمارس معه أحاجي الجسد كما الآن معك.

-         عمري آسف (فضفضي احكيلي أنا راح أسمعك).

هي لم تكن تحبّ سعيداً، بل كانت تحبّ زنّار الميت في سعيد الحيّ، هي كانت تحبّ الكلاب أكثر من البشر الذين ظلموها، ومدّوا لها فراش العار ووسادة الإشاعة وإجهاضها الكاذب الذي لم يحدث قط.

-         أردت أن أصرخ بملء حنجرتي، لم يكن من أحد ينقذني من هذا المصير لم يكن هناك من ابن قحبة أو عرص أو قوّاد يمسك بيدي وينتشلني، أنا مثل الجميع كنتُ أحبّ الحياة والشعر والعرق والأطفال، فكّرت في نفسها:

«سيقول عني سعيد إنها امرأة رخيصة»، ومتى كنت غالية فليفكّر مثلما يريد.
كأنها كانت تنتقم من كل شيء، من جسدها من نظرات مريمكه من تاجين من أبيها، أمها التي لم تلتقِ عيناهما أكثر من عشر سنوات، وارتفعت قهقهتها، ممّا أربكت سعيداً، وحدّقت أمامها على المائدة مجلات وجرائد وسكرية ومتة متروكة منذ الليلة الفائتة، شعرت بريشان بدوار في رأسها، وألقت نظرة على الشارع، ووجّهت كلامها لسعيد:

-         في هذا الشارع مرّ الكثير من الأسماء والألقاب، يساريين ماركسيين وقوميين ولا أدريين، أسماء مستعارة أسماء لا تشبه أصحابها، وقرأت عن الأبطال في الروايات والكتب، وأسماء خيالية وأخرى حقيقية والتفاهات والضوء والظلّ والمطر وندف الثلج وحافلة تاجين يومياً تمرّ، أراقب كل شيء وأصمت وأعود إلى عالم الكتب لأنسى الشائعات ووجعي بين الأسطر والمعاني.
تعديل المشاركة Reactions:
خيط واهن

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة