-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

جان بابيير لموقع «سبا»: لنا خصوصيتنا وإرثنا الحضاري فلماذا السير على خُطى المؤسّسيين الغربيين؟!



حاوره: إدريس سالم

القسم الثاني والأخير


يوظّف «جان بابيير» في روايته الجديدة شخصيتين روائيتين متناقضتين، هما الشاعر والروائي «مانو»، والصحافية «هيمَن». الأولى كانت بصوت باطني، والثانية بصوت ظاهري، فمَانو شخصية نمت في ظلّ ظروف اجتماعية قاسية، كانت صريحة واضحة مباشرة في تناول وتفاعل الأحداث والأفكار والقضايا، على خلاف شخصية هيمَن المركّبة الجامعة من الطيبة والسخط، إذ كانت مؤّثرة بالأفكار الصوفية للشاعر «جلال الدين الرومي»، وبفلسفة «فريدريك نيتشه»، حيث كانت قادرة على الجمع بينهما والتفاعل معهما.

لدى الغوص في شخوص جان نصل إلى حقيقة واقعية في أنها تفرض نفسها على المتلقّي – القارئ، وتبقى راسخة في ذاكرته وحياته اليومية، وكأنها بالفعل شخصيات من قلب الواقع الكردي والسوري؛ ذلك أن صانعها اشتغل على اشتهارها بالبناء الفيزيولوجي والسيكولوجي والنوستالوجي، هذا البناء الذي يجعلنا في حالة تأمّل مستمرّ لها، فالشخصيات الرئيسية والثانوية احتلّت مكانة شديدة الأهمية في مخيّلة وذهنية جان بابيير، فهذه الشخصيات ليست كلّها من صنع الخيال، بل مما أنتجه الواقع الكردي في مدينة كوباني، وهذا ما كان واضحاً في مقدمة الرواية في أنها «من لحم الملكية الخاصة وحبر المشاع».

إلى القسم الثاني والأخير من حوار موقع «سبا – Siba» مع الروائي الكردي «جان بابيير»، حول روايته «هيمَن تكنّسين ظلالك»:


·       للرواية خصوصية المكان (مدينة كوباني)، وخصوصية أهلها، سواء بالعادات والتقاليد أو الاندماج والامتزاج ببقية المجتمعات المجاورة، يصحب ذلك ضوابط محدّدة في العلاقة بين الرجل والمرأة والتربية الاجتماعية والعائلية، فتظهر فيها أن المجتمع الكوباني وريفه لا يخترقه إلا حضور السلطة السياسية والاختناقات الحزبية واحتضانها المتحارب لكلّ المناسبات الأليمة.

هل ندمت لخروجك مع الثوّار في شوارع كوباني؟ ولماذا؟

لكلّ مجتمع خصوصيته، ومن خلال رواية هيمَن انطلقت من تلك التفاصيل الصغيرة لخلق هذه القصّة الكبيرة، لم أبتعد عن بيئتي، حاولت أن أكون صادقاً معي، ولكيلا تنسى يوماً كيف كانت كوباني، لم أندم لأني كنت يوماً أهتف، قد أندم لأننا لم نرفع قبضاتنا منذ زمن بعيد في وجه الظلم.
كوباني هي أناس وأسماء وشوارع نتعثّر بذاكرتنا وذكرياتنا فيها، مهما ابتعدنا عنها، حاولت أن أرصد الحياة اليومية للأشخاص، ورسم معالم الأماكن، وكيف طالها القصف وتحوّلت إلى ركام، كما ذاكرة سكانها بوجدهم الكبيرِ سائلين: عمن قام بتشويه لون الحياة. أنت تشاهد خطوط القدر على جبهة الأيام تحت سطوة القذائف على الأرض المرتعدة، وهي حُبلى بالقنابل لتقول: فقط نحن نشبهُنا ضحايا الأرض والتاريخ، ولا يشبهُنا أحد، لذا تكتب ما يجب أن يكتب.


·       ما سرّ تسمية بطل روايتك باسم «مَانو – مَاني»، وهو اسم أحد أنبياء الديانة الزرادشتية؟

لم أفكّر كثيراً في التسمية! لكن ذلك الشخص الذي كان موجوداً يوم ولادة مَانو أسماه بذلك الاسم. ومن عادات كوباني وغالبية الكرد أنهم يطلقون اسم الضيف على المولود، وبما أن الضيف لم يكن يحب اسمه قال للوالد محمد: «اسمك محمد واسمي مصطفى، أسماء أنبياء، فليكن هذا الولد اسمه ماني، وهو أيضاً نبي، وكان أحد تلامذة جيكرخوين، وذو توجّه يساري ماركسي ربّما، كان مطلع على التاريخ والثقافة أكثر»، وهكذا أصبح مانو.
واكتمل بدر اسمه وملامحه مع الصفحات، والأسماء قد تضع أغلالاً على معاصمها، كنغم الأحرف التي تشكّلت منها اسمه، ونهبت المعنى.


·       «ما أكتبه ليس موجّهاً إلى شريحة معيّنة، أنا أكتب للذين يستطيعون إدراك ما أكتب، ولست خاضعاً في كتاباتي لمذهب أدبي محدّد».

رائحة مذاهب أدبية كانت تفوح من «فوضى الفوضى»، والآن في «هيمَن تكنّسين ظلالك». هل هذا يعني يا جان أنك تتمرّد على تقنيات الكتابة، وأن المذاهب الأدبية تقف حاجزاً في وجه الإبداع والمبدعين؟

أنا لا أحبّ الكتابة ضمن أطر محدّدة؛ لأنها تحدّد حرّية الكتابة وتعيق الإبداع!
لا أستطيع مراقبة نفسي، هل ما أكتب واقعي، أم رمزي، ورومانسي...؟! ونفس الوقت أكتب. الكتابة بالدرجة الأولى وجدانية. لنترك حالتنا النفسية والشعور الذي نعيشه ينساب كجدول ماء، ويأخذ مجراه، والكتابة في مذهب أدبي محدّد هي تقيّد كما التزام الشاعر بالقافية، فيضطر لمراعاة القافية أن يبحث عن كلمة من نفس القافية، لذا بالنسبة لي أن أغوص تجربة الخوض في عمل كامل دون أن أهمل الوصف والسرد والحوار بشكل يليق بما ذكرت، هذا ما أقوم به في أيّ عمل أدبي، في بناء الشخصية والدخول إلى  انفعالاتها الداخلية، دون أن أنسى انفعالاتها الخارجية، التي تعكسها ملامحها وإيماءتها، وأنت وسط كلّ هذا لن تستطيع مراقبة نفسك في مذهب تكتب، أحاول كسر السائد والنمطي.


·       إذاً: جان يعتبر المذاهب الأدبية مجرّد فوضى نظرية، لا أهمية لها في الأدب؟!

ليس هذا بالضبط ما أعنيه، هناك مبادئ وضعت من قبل المدرسة الرومانسية، وكذلك الواقعية، لكن انظر معي إلى العالم الثالث هل أوجد نظرية أدبية خاصة به؟ ولماذا يجب أن نسير على خطى المؤسّسيين الغربيين؟ لدينا خصوصيتنا وإرثنا الحضاري، لماذا لا نستطيع إيجاد شيء نابع منا، كما أوجد اللاتينيون الواقعية السحرية؟ ألم تكن هذه الواقعية السحرية موجودة في تراثنا؟ لماذا لم يتطرّق إليها كتّابنا في كتاباتهم؟
لذا أعتقد أن الكتابة والمراقبة في نفس الوقت لا يتفقان، قد ننتقل في فصل واحد من الرواية بين عدّة مذاهب، هذا يعود إلى الحالة السيكولوجية التي نعيشها مع الأحداث، وأن لا نتجاوز المبادئ الأساسية من وصف وسرد وإلى ما هنالك.


·       لنعد قليلاً إلى الأسلوب اللغوي، فقد تطرّقت في الرواية إلى الكثير من الأغاني والجمل الكردية... هل يدلّ ذلك على خصوصيتك ككردي، أم لإغناء الرواية فقط؟

الرواية هي جامع، وكما تسمّى ديوان العالم. فهي تحتمل مزج أكثر من جنس أدبي، وكذلك شاعرية اللغة والنزعة الفلسفية، لذا عندما نستخدم مفردات كردية أو أغاني كردية، هي تعطي غنى جمالي وآفاق رحبة للرواية، إن كانت في موضعها ومكانها الصحيح، وأيضاً تشير إليّ كردي، وأن أقول شيئاً بلغة حليب أمي، أحدّد جهة القلب للشخوص.
الكردي يتسلّح بالأغاني في وجه الموت، تقرّبه من الهدوء الداخلي؛ نتيجة وقوعه على جغرافية ملغومة وتاريخ يستنزف دمه قطرةً قطرة، لذا غنّت ورقصت هيمَن على المقبرة، تلك الكلمات والأغاني مشغولة ببذخ الألم، لما سال من دم في كوباني، لذلك الفقدان  الكبير.


·       عهدنا في رواياتك أبطالاً خالدين في الذاكرة، خاصة البطل والبطلة، واللذان كانا يجسّدان دور العاشق والعشيقة من خلال ملحمة عشق أسطورية، كما في روايتي «الأوتاد» بين «شَاهو وأفين»، و «فوضى الفوضى» بين «كُوْرستان ونَازو»، والآن في «هيمَن تكنّسين ظلالك» بين «مَانو وهيمَن».

ما الرسالة التي تودّ طرحها؟ وما الرابط الروحي والعضوي بين هذه الشخصيات المتلاحمة؟

أحياناً الألم والانعتاق للحرّية في سيكولوجية الأشخاص تمنحهم إكسير الحبر الخالد، في البحث عن أشكال شخصيات ارتأيت أن تكون قريبة منا تشبهنا، تخلق في أيّ زمان ومكان مساحة من الحبّ، كأحد مكوّنات العمل، وإيجاد شخصيات على نمط هيمَن ومَانو أعطى للرواية ثقل آخر من حيث خصوصياتهم، والتركيبة الشخصية من تفكير وأقوال وأداء، وبالتأكيد شخصيتي مَانو وهيمَن مختلفان عن نَازو وكُوْرستان وشاهو وأفين؛ لأن كلّ منهم وجد في زمان وظرف غير الآخر، هم ليسوا نسخة عن بعض، لا يعقل أن يكتب روائي شخصياته من نفس الطراز، ولا كلّ رواياته بشكل واحد، لكن أن تكون لدي ملامح خاصة بالكتابة لتميّزه عن الآخر، حتى السرد من رواية لأخرى يختلف،  لأن الحدث يفرض نوع الحوار.
بالطبع الزمكانية تختلف، والشخصية من حيث التركيب تختلف أيضاً.


·       تتميّز الرواية بتقنيات أدبية باهرة وكثيرة، ومنها عنصر – تقنية الراوي... كم نوعاً من الرواة استخدمتها في الرواية؟ وإلى أيّ مدى روائي فكري مهم تعدّد الرواة؟

تعدّد الرواة في رواية هيمَن، بين الراوي والمروي له. الراوي الصوت الأول، الذي كان يروي؛ لأنه كان ملمّاً بالشخصيات التي يروي عنهم، ورواة آخرين، إذ لا يمكن لشخصية واحدة أن تحكي عن كلّ الشخصيات. هو انعكاس لها وسيصبحون مرويين، الراوي الذي اتكأ على وسادة المحايد المراقب للشخصيات ويحكي عنها حسب كلّ شخصية ومساحة الحيّز الذي يشغله في صعود وهبوط الأحداث.
في النهاية الراوي الأول هو مَن يقود عملية تسيير ونمو الشخصيات، هو الذي يكسوها الخير والشرّ، ويسقطه في فصل ما ويرفعه في آخر، رغم وجوده في المنطقة المحايدة.

من حفلة توقيع رواية «هيمن تكنّسين ظلالك» في المعهد الثقافي الكردي – النمسا



·       ما التقنية الروائية الأكثر قرباً وصداقة من جان، والتي تُخرج الأفكار من مخيّلته؟.

منذ دونكيشوت وإلى هذا  العصر، مرت الرواية  بكثير من المراحل، وشهدت أشكال عديدة، وخاصة في  وسائل الاتصال وعصر المعلومات. التقنيات أصبحت أكثر تنوّعاً، الروائی یستفید من تقنيات الفنون والأجناس الكتابية المختلفة، والمونتاج، والمشھد، والفلاش باك.
أنا أستخدم تقنيات متعدّدة حسب ما تستدعي الحالة، فيجب على الروائي أن يستخدم تقنية ناجحة تسرق القارئ منه، لتضعه يتناغم ويتعايش في الأحدث داخل الرواية، أحياناً الأدوات التقنية عندما تكون واضحة تفقد لذة القراءة.

·       غلبت على رواياتك الطابع الفلسفي الشعري. ما أهمية ذلك بالنسبة لجان قارئاً وكاتباً؟ ألا تتفق معي أن هذا النوع من الروايات هو مزيج من الأنواع الأخرى؟

وضّحت في سؤال سابق لك، الرواية يمكنها أن تجمع أكثر من جنس أدبي، إن عدنا إلى اللغة الشعرية فهي نابعة من ثقافة الكاتب التي اكتسبها نتيجة مطالعاته الفكرية والمعرفية، التي تزيد من تجاربه في ترجمة خيالاته، في تشخيص المشهد الوصفي والحواري، كذلك يرتكز على رؤاه الفلسفية لقول وتفسير الأحداث المحيطة به بشكل تفسيري، كما أنها مرآة تعكس صورة معبّرة عن استناده على الحالة النفسية والاجتماعية لأشخاصه سعياً وراء أعماقه.
وهكذا تأتي اللغة الشعرية، ومع التجربة الداخلية الفنّية والجمالية منسجمة مع النصّ، إن كان يستطيع صوغها في خدمة النصّ. وتقارب المعرفة الفلسفية يعطي للرواية بُعداً وجمالاً آخر، عن طريق تقنية السرد واللغة، لمقاربة روائية للنزعات الفلسفية والتبئير، على الرغم من أن الدلالة والهدف من استخدام هذا هو التباعد الزمني واختلاف المكان، و ظهور الفلسفة في الرواية ليس وليد اليوم.


·       بنية الحوار كانت درامية، تفوح منها أحياناً الكوميديا السوداء، وأحياناً كثيرة الواقعية الشعرية الكثيفة. هل أدّت هذه الحوارات وعبّرت عن ثقافة الشخصيات وآرائها؟

الحوار هو بالأساس لقاء شخصيات أو أكثر  في أحداث تستدعي النقاش، ومن هنا، كانت الحوارات في الرواية متفاوتة من حيث الرؤى الفلسفية بين شخصيتين مثقّفتين وشخصيات فاعلة ومؤثّرة، وفي نفس الوقت ينتمون إلى بيئة ريفية، حتماً تختلف حواراتها.
مع هيمَن ومَانو نشعر بتلك الشاعرية أو السرد الفلسفي، في حين لا نجد عند عيشانه أم مَانو تلك الشاعرية، لكنها تمتلك الحكمة والخبرة، وكأن وعي يختلط بوعيهم كراوٍ أول، كنت مَن يقود القطار، والشخصيات هم الركاب، لكلّ منهم محطة، لا يجب أن يهملها،  ويمنحهم تلك الحوارات التي تكون على مقاس أفكارهم.


·       بدا واضحاً في الرواية أن «الديالوج والمونولوج» كان معتمداً بشكل مطلق لبناء الرواية.

هل ساهما في إيضاح ملامح الشخصيات وتفكيك القضايا، ورسم خطوط واضحة لبناء أفكار مجتمعية سليمة، وبالتالي تجنيده بالقيم النبيلة والمغرفة الواسعة؟

أعتقد أنه ساهم إلى حدّ ما في تبيان وإيضاح السلوك العام للشخصيات، وحتى الغوص في أفكارهم لبناء الرواية، لذا استخدمت الراوي الأول، واستعنت برواة آخرين، لم أخطّط بهذا الشكل، لكن في النهاية ظهرت الرواية على ما هي عليها الآن.
في العمل الروائي أحياناً التفاصيل تكون أهم، والمونولوج يُحدِث الفرق بين صوت الراوي والصوت السردي، هل يتم بصوت هامس حميمي، أم صوت غاضب، أو صوت مرتفع، ساخر، صاخب، لا مبال... الخ.
كلّ هذه الأصوات السردية تختلف بالطبع، ومن المهم على الروائي أن يكون واعياً بنصّه السردي، ماذا يودّ أن يقول؟ ما هو المونولوج الملائم؟ وكذلك؛ ما هو الديالوج المتماهي مع  الشخصية ولا يقلّل من قيمة النصّ ولا الخطّ التصاعدي للأحداث؟ كلّ هذا يشغل الكاتب أثناء الكتابة وليس الحدث وحده، لذا حينما تخطّط لبناء الرواية قد تخذل مخطّطك في السرد أو الحوار.
لا أميل بطبيعتي إلى الراوي العليم بكلّ شيء. أحاول من خلال العمل الروائي تقديم معرفة ما للقارئ.


·       تميّز أسلوب الرواية بصفات عديدة، إذ تستند على زمكانية محلّية أصيلة ولكن بتقنيات الرواية العالمية.

هل القرّاء غير المحلّيين قادرين على الغوص بين سطور الروايات المحلّية؟

أعتقد هذا يعود للقارئ. أما الراوي هو مَن يحرّك الأحداث، ويراقب الأفعال في الرواية. أنا أميل إلى الرواية إن كانت نابعة من المحلّية، مع التقنية السائدة في العالم، من حيث السرد والرواة والتئبير، أن تكون الشخصية الروائية من داخل الأحداث أو فاعلة في الأشخاص المحيطين به بصوت الراوي الأول، لمخاطبة القارئ مباشرة، وباستطاعة الكاتب أن يصبح هذه الشخصية الروائية من داخل الأحداث، أيّ أن يتلبّس انفعالاتها ويتكلّم عنها مباشرة، كأنّه يعيش علاقة حقيقية سواء في الذاكرة أو في النصّ.
هي جلب  للذات الروائية، أيّ تفاعل واندماج بين الكاتب والشخصية، وأعتقد أن القارئ قادر على فرز كلّ هذا عن بعضه في بيئته، وحتى إن كانت بيئة غريبة عنه.
جلبت كلّ ما أوتيت من عشق إلى قلوبنا، إلى كمين القبلات، لتنتشلنا من النفاق، حانقين ينتقمون من العري البشري، استعنت بشهادات حية، أجساد جميلة كيف اخترقها الرصاص بنياشين القبح، ورقاب رخوة بترت بمدية حاقد ليدشن للموت شاهدة منتصبة أعلى من العار، هذا ما ذهبت إليه.


·       قراءتك للمشهد الروائي السوري عامّة، والكردي بشكل خاصّ.

لست في موقع أن أحكم على الرواية، وأقيّمها. حتماً هناك روائيون كبار، لكن في حقيقة الأمر إننا نفتقر إلى نقّاد أكاديميين لهم يستطيعون أن يفتحوا للكاتب أبواب مواربة هم لا يعرفون ما في داخلها هم أي الكتّاب حكوا حكاياتهم من الخارج، وما إلا أن يأتي الناقد ويحكيها من الداخل وشرح واستبيان المفرودة النقدية.


·       وما الذي يحتاجه الناقد الأكاديمي – كردياً – حتى يغوص بشكل علمي ونظري في خفايا الكتاب... جهة إعلامية مموّلة، أم خبرة تراكمية؟

الناقد هو مَن يحاول استيعاب الروايات ويدرك التقنيات؛ ليصل إلى نتيجة مرضية تنصف الكاتب والقارئ، بشكل احترافي، لیعرف المشكلات التي واجهت الروائي، وكشف نقاط الخلل والضعف في البناء الروائي، ولِم لَم يتغلب علیھا، وكيف تجاوزها، ومن هذا النقد يوصلنا إلى الإجابات عن أسئلتنا: إن كان بالإمكان أن نجعل من تقنية الناقد وإلمامه معیاراً لسبر أغوار الروایة، وهذا عمل فردي يقوم به الناقد ولا علاقة له بجهة إعلامية بالخبرة والمعرفة.

تعديل المشاركة Reactions:
جان بابيير لموقع «سبا»: لنا خصوصيتنا وإرثنا الحضاري فلماذا السير على خُطى المؤسّسيين الغربيين؟!

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة