تشارلز سيميك: صوتٌ ينطق بالمنفى والأميركية معاً

محمد عيسى / خاص سبا

يوم على يوم، قالتها روزنامة عمري، وأنا لا زلت أحدّق بدهاليز الانتظار، ولم أضحك بوجهي لمرّة واحدة بعد الألف، لست أنا فقط، بل الشوارع في هذه المدينة أيضاً تضع رصيفاً على رصيف، وإشارات المرور في قلبي تَسكر بالانتظار. متعب قلبي كإسمنت حيناً، كلّما مرّت عليه عجلات الأيام، غارَ في قعر الأرض يصرخ...

جائع لصوتكِ، متعطّش للأسئلة الموشومة على شريط الهاتف، فأنا لا أتذكّر العهد الذي تواصل قلبي باستقبال أسلاك الحنين من ثقب بيتك إلى ثقب قلبي، حتى غدونا ناياً.

هل لي تشتاقين؟

علمتني إياه خيبة جدّي، حين كان يمضغ شوقه لحبيبته الصغيرة؛ خفية عن أعين جدّتي الكلاسيكية ذات السبعين خريفاً.

فقط علو صوت ريقي، وأنا أحاول تكديسك بين طياته.

فضح جدي...

لوهلة تخيّلت أنني أمام جبروت أباك أقاتل، ومن عادة الجنود في الحرب إخفاء الصور الغرامية بجيب الواجب العسكري، أو تحت خوذتهم.

ولأنني أخاف أن أنتصر ولا راية في يدي؛ أخفيت تفاصيلكِ في ذاكرتي، لأرفعك يقيناً مشدوداً على خصر هزيمتي،

راية حمراء.

نعم! فنحن العشّاق راياتنا تحمرّ من تأجيج النار في قلب الحكاية.

و لوهلة!!

تخيّلي أنني كتبت هذا النصّ، وأنا أرسم حول حفرة عنقكِ خندق جديد.

ولوهلة!!

ردّي الجواب على هذا النصّ، الذي لم أرسله لك بعد، علني أصدق أننا أحببنا.